الأخبار
نوال مصطفى
حبر علي ورق
أصبحت تصريحات الوزراء الإعلامية لا تثير اندهاشي أو استغرابي، وأي مسئول في بلدنا أصبحت تصريحاته تدور في فلك واحد، مقسمة بين أول أيام عمله في الوزارة وبعد مرور شهرين فقط، وقبل الرحيل، وكثيراً ما أري أن الوزير مظلوم جداً، فهو يدخل إلي مكتبه بالوزارة وكله أمل وتفاؤل ورغبة في التغيير والعمل، لكنه يفاجأ أن القضية ليست بالنوايا وأن هناك آلاف الأشياء التي يجب أن ينهيها قبل أن يبدأ في التفكير في خطة عمل. فكيف نطالب الوزير بأن »يعدل المايل»‬ في ظرف أيام أو حتي شهور، والمواطن وبعض الإعلاميين أصبحوا لا يطيقون صبراً، فمثلاً كيف لوزير أي وزير أن يحل مشاكل التعليم في ظرف عام أو عامين؟!، مشاكل تراكمت وتكلست وظهرت لها نتوءات أخري عبارة عن مشاكل فرعية من المشكلة الرئيسية، ولا يستطيع أحد أن يفك ألغازها أو أن يخترق جماعات المصالح إن لم يصل الأمر لمافيا داخل وزارته، والتي يمكن أن تعطل العمل وتوقف »‬المراكب السايرة» إذا ما فكر الوزير أن يمس هذه المصالح، فلا نجد إلا وزير التعليم لنصب عليه غضبنا ونحمله أزمة انهيار التعليم من الألف إلي الياء. اكتب هذا بعد ما سمعت من الرئيس السيسي نفسه وهو يقول إن وزيري الري والزراعة بينهما خلافات تعطل مشروع المليون ونصف المليون فدان، تصريح صريح وصادم ويحمل من الغضب وخيبة الأمل الكثير، وهنا أول ما يتبادر إلي ذهن أي فرد فينا الجواب السهل المريح: طيب ما تغيره يا ريس.. شيل الوزير وهات واحد تاني يشتغل، لكن الحقيقة يا سادة أنه باختصار العيب ليس في الأشخاص، فمن الذي لا يريد أن ينجح، لكن العيب الأساسي في المنظومة المتهالكة التي تحتاج إلي ثورة إدارية وقانونية سريعة، تجعل عجلة العمل أسرع وتحيد العامل البشري الذي قد يتسبب في تعطيل مصالح أو تمهيد التربة لفساد.. ثورة إدارية وقانونية فورية يا ريس.. ستجد بعدها كل المشروعات تحقق نتائج علي الأرض يشعر بها المواطن حقاً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف