لا أطمئن لما يصدر عن وزير التعليم العالي د. خالد عبدالغفار لماذا؟ لأنني ألاحظ ومعي القراء الكرام انه منذ توليه الوزارة وهو دائم التركيز في زياراته ومؤتمراته واجتماعاته علي الجامعات الخاصة.. وذرا للرماد في العيون لا مانع من زيارة لجامعة حكومية مرة في مقابل مرات للخاصة.
ذلك مؤشر علي ان معالي الوزير يري في التعليم الخاص في الجامعة أو ما قبلها أملاً في إخراج التعليم من محنته.. أو أن هناك أشياء أخري في قصة تعلق الوزير بالجامعات الخاصة نربأ عن ذكرها!!
وإذا كان وزير التعليم العالي يري الجامعات الخاصة أملاً وحلاً لمستقبل مصر. فإن معظم الشعب وجله من الفقراء يخالف علي طول الخط رؤية الوزير.. بل إن التعليم الخاص في نظر الناس.. ونظر خبراءالتعليم أيضاً هو أحد عوامل فشل العملية التعليمية برمتها - ان جاز التعبير -! وأنه إذا أردنا تعليماً مثالياً فلنبدأ بتقليص "الخاص" وتعميم "العام" أي العودة بالتعليم إلي سيادة الشعب لا سيادة النخبة القادرة.
وإذا كان نسبة 70% من هذا الشعب الأصيل تعجز عن دفع المصاريف للجامعات الخاصة فإن الوزير يجب ان يكون وزير الشعب لا وزير طبقة "وش القفص" التي جعت أموالها.. ثم تفنطزت بها علي الغلابة في جامعات خاصة نشك في مستوي خريجيها.. ولكنها بفلوسهم!
ما يجعلنا نتوجس شراً هو حماس وزير التعليم العالي لمشروع الثانوية العامة الجديد لدرجة انه يبدو متحمساً له عن وزير التربية والتعليم نفسه الذي يقع المشروع في اختصاصه.
** ما يجب ان يعلمه الوزيران.. التعليم والتعليم العالي.. انهما ليسا أفضل من في الساحة التعليمية خبرة.. وليسا أيضاً أفضل من تولي هذا المنصب الهام علماً أو خبرة.. نحن نعلم وهما يعلمان ان كثيراً من المناصب شغلت.. لرفض الكفاءات المنصب لأسباب ليس هنا مجال ذكرها!
وعليه.. فإنه ليس من حق وزير.. أي وزير ان تأخذه العزة بالإثم فيفرض علي شعب نظاماً تعليمياً سوف يكون للأغنياء فيه اليد الطولي. ولن يتبقي منه للفقراء سوي الفتات.. ذلك خط أحمر!!
يا وزيرا التعليم.. المشروع الذي تتبنيانه ليس قرآنا يتلي ولا هو بالحق الذي لا يراجع.. ولكنه فكرة وكل فكرة تقبل المناقشة والصد والرد والدحض والتقييم لا التعتيم!
ليس من حق أي وزير ان يسوقنا بعصاه.. آسف لمشروعه.. فلسنا غنماً ولن نكون.. هذا شعب يختار طريقه وبداية الطريق: التعليم الجيد.
إذا كان هناك مشروع تعليمي جديد.. ويري الوزيران انه يصلح لأمة تريد ان تنهض فلابد من دعوة لمؤتمر عام يحضره خبراء التعليم من أساتذة الجامعات وكل الأطراف المعنية بما فيهم ممثلو الشعب وتطرح الآراء.. والآراء المضادة حتي يتم الاتفاق من قبل الجميع علي مشروع عام يأخذ في الاعتبار مصلحة فقراء هذا البلد في المقام الأول..أما الأغنياء فلهم جامعاتهم الخاصة ليشبعوا بها.. فإذا ما تأكد للجميع ان المشروع المتفق عليه سوف يخرج بنا من النفق المظلم فإن تلك الجامعات الخاصة التي تستنزف مواردنا من العملة الصعبة لن يصبح لها محلاً من الأعراب!
انتهي ذلك الزمان الذي يبدأ بفرمان ينفذه الجميع.. فلم يعد بيننا د. طه حسين ولا حتي د. محمد حلمي مراد.. وإذا كان أحد يحلم بأنه سوف يسوقنا بعصاه فليسأل نفسه: أين كان.. ومن أين جيء به؟! وإذا وسوست نفس مسئول له أنه "سيد" هذا الشعب فليتذكر دوماً انه خادم.. لدي هذا الشعب الذي استوزره وكما استوزره يستطيع الشطب عليه بجرة قلم! هذا بلاغ.. اللهم فاشهد!!