المساء
خيرية البشلاوى
بيت روتشيلد
عنوان فيلم أمريكي من إنتاج شركة فوكس للقرن العشرين ويعتبر من أوائل الأفلام التي تناولت سيرة حياة واحد من أكبر أساطين المال اليهود في العالم وواحد من أفراد أصحاب الامبراطورية الممتدة التي تحمل اسم "روتشيلد" ممثلة في البنوك المنتشرة علي طول امتداد أوروبا وأمريكا.
الفيلم من إنتاج 1934 وقام بدور البطولة الممثل الانجليزي جورج ارليس "1868-1946" الذي جسد شخصية ناثان روتشيلد كبير عائلة روتشيلد التي تعتبر ضمن أقوي عائلات المال نفوذاً في العالم.
يتابع الفيلم نشاط واحد من أبناء روتشيلد الأب التي وصلت إلي أعلي المراتب وامتلكت الثروة وسيطرت علي مواقع النفوذ وتحدت موجات العداء للسامية التي اجتاحت أوروبا وأمريكا قبل أن يبسط اليهود نفوذهم يصور الفيلم أيضاً كيف توطدت أقدام هذا الرجل الثري اليهودي في أرض المملكة المتحدة وكيف احتفت به بريطانيا ومنحته لقب فارس بسبب خدماته للتاج الانجليزي وأهمها تمويل الدوق ويللنجتون في حربه ضد نابليون أثناء معركة ووترلو.
والفيلم يتناول تحركات الرجل وسط رجال السياسة وعلية القوم بالإضافة إلي القصة العاطفية التي ربطت بين ابنة روتشيلد وبين ضابط وسيم في الجيش.
الفيلم تم تأليفه وإنتاجه بتقنيات متقدمة "حينئذ" وتم توجيهه كأداة للهجوم علي حركة ـ معاداة ـ السامية وصعودها في ألمانيا النازية بقيادة هتلر.
ولأن هتلر في ذلك الحين كان يعتمد دعائياً علي وزير دعاية ملهم وماهر. استطاع أن يوجه الفيلم نفسه إلي هجوم نقاد بدلاً من منع عرضه وذلك بعد إعادة توليفه ودبلجته الفيلم من إخراج الفريد وركر ويراه النقاد من بين الأفلام الجيدة تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً ومن بين أفلام السيرة الذاتية المميزة للعائلة الألمانية اليهودية التي صعد أفرادها إلي قمة الثراء بامتلاك أهم البنوك ومن ثم السيطرة علي عالم المال.
أسرة ماير روتشيلد الأب المؤسس "للتمويل الدولي" عاشت في الجيتو اليهودي في فرانكفورت وكان واحداً من بين ثمانية أبناء.. ولكن ماير نفسه أنجب خمسة أبناء توزعوا في أوروبا لإدارة فروع الامبراطورية المالية.
فيلم "بيت روتشيلد" "House Rothschild) تم إنتاجه مباشرة بعد اعتلاء هتلر قمة السلطة في ألمانيا عام "1934" وفي عام "1940" ظهر فيلم آخر بعنوان مشابه "آل روتشيلد" يتناول دور أسرة روتشيلد في حروب نابليون ويصورها بصورة سلبية تجاوباً مع سياسة العداء للسامية التي تبنتها ألمانيا النازية.
تبدأ أحداث الفيلم عام 1780 في شارع جودن بفرانكفورت حيث يعيش المرابي اليهودي المحافظ ما يرانسلم روتشيلد "1744-1812" بشكله النمطي حيث اللحية والبالطو الطويل والنظرة الجانبية المستريبة إلي الملامح التي ظلت ترافق صورة اليهودي فترة وترسم علاقته مع أسرته والشكل المتواضع للبيت الذي يعيش فيه وعلاقته الحميمة بالفلوس والتي توحي بالبخل والارتياب الجاهز في الأغيار "غير اليهود" فضلاً عن قدرته علي المراوغة والخداع.
والفيلم واحد من ثلاثة منها "اليهودي الأبدي" "Eternal jow) تكرس لفكرة أن اليهود "ومنهم روتشيلد" من خلال الحيل التكتيكية والتخطيط الخبيث الهدام استطاعوا امتلاك بيوت المال "البنوك" وابتداع "الربا" والقروض استطاعوا السيطرة علي مجريات الاقتصاد في العالم. فالمال اليهودي من هزم نابليون والمال اليهودي من كسب الحرب للانجليز. وعلي عكس ما يدعي روتشيلد في الفيلم بأنه يقرض المال لإيقاف الحرب بينما الحقيقة أنه يقرضه من أجل صالح امبراطوريته.
ومنذ السينما الصامتة وحتي الوقت الحالي يتدفق فيض كبير من الأفلام الروائية والأعمال الوثائقية اليهودية والشخصيات والموضوعات اليهودية من خلال السينما الأمريكية وبنسب متزايدة.
يقول الباحث السينمائي ستيوارت صامويل: يعكس التطور المتلاحق في الموضوعات اليهودية في الأفلام الأمريكية وضعية وأموال اليهود في المجتمع الأمريكي.
قبل الحرب العالمية الأولي حين كان اليهود يعانون من الاغتراب داخل المجتمع الأمريكي لم يكن لليهود حضور يذكر في الأفلام السينمائية.. ولكن...
شهدت العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي نزوعاً نحو تلاقح الثقافات ومع حقبة الأربعينيات حدث اندماج لليهود داخل المجتمع وبدا حضورهم يتعاظم في الحياة ومن ثم في الأفلام الأمريكية وباتوا يسيطرون ليس فقط علي السينما وإنما كافة الوسائط إلي جانب الاقتصاد وصناديق البنوك الدولية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف