منذ ثورة 25 يناير، ونعيش ظاهرة غريبة لا تنقطع، تتعلق بالكلام «الهايف» كأننا فى «هوجة كلامية» وأن مجمل ما أنجزناه خلال السنوات الست الماضية، حرفة الكلام غير المجدى التى تسيطر على كل أفعال الكثيرين، ودائما لا تهدف إلى المصلحة العامة أو إصلاح، بل وتصل إلى مرحلة أسوا وأبعد من ذلك، وحالة الإسفاف والتراشق المستمر بالكلمات المسيئة غير المفهومة، وعبارات ليس لها معنى ولا تتوقف.
تصرفات البعض التى أصبحت غريبة، تولدت من حالة الفوضى التى استمرت دون رادع، بدليل أن كل فترة قصيرة تطل علينا أزمة كلام فى الفضائيات أو تصريحات لا لا تفيد ولا وقتها، مثال الفتاوى الدينية، والآراء الشخصية فى كل الموضوعات دون استثناء، والقدرة على الحديث فى كل شىء، ودون وعى أو إحساس بما يقال، ودون دراية بالقضايا السياسية أو الاقتصادية أو العلوم الاجتماعية أو الشئون الدينية أو حتى الرياضية والفن وغيرها، ويعتقد البعض أنها حرية الرأى دون سابق خلفية معرفية أو دراسة!
من الواضح أن هناك من افتقدوا إلى الحكمة، والاتزان، والموضوعية، ولا يعوا جيدا ما الذى يمكن أن يقال ومتى، ودون إدراك للأبعاد والمردود على المجتمع، وأصبحنا فى حاجة ماسة وسريعة لعلاج الكثير من المشاكل والأزمات التى تتلاحق، خاصة نظام التعليم والتعلم، والتدريب المستمر مع العمل الجاد، وتطويع العلم، واحترام العلماء والمتخصصين، وإعادة قيم وسلوكيات أدب الحوار، والاختلاف، والحديث عن الآخر، بدلا من «هوجة الكلام» التى أصابت البعض، ولن تفيدنا إلا خسارة؟!