محمد بغدادى
الصين معجزة إنسانية ومصر ضيف شرف
للعام الثانى تستضيف الصين مصر فى معرض الصناعات الثقافية والإبداعية.. ممثلة فى وزارة الثقافة.. والتى يمثلها صندوق التنمية الثقافية.. برئاسة الدكتور أحمد عواض رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية.. وكانت مصر قد حصدت العام الماضى أهم ثلاث جوائزة عندما شرفت بالمشاركة فيه بصحبة الدكتورة نيفين الكيلانى رئيسة قطاع الصندوق السابق.. وحصلت مصر على جائز التميز ضمن 2300 جناح دولى.. وحصل العبد لله على الجائزة الأولى لأفضل ورشة عمل لفنون الخط العربى.. على مستوى كل العارضين.. وحصل عليها أيضا الحرفى الفنان الحاج محمد منيرًا الذى شارك بورشة الأعمال المطعمة بالصدف. وقد افتتح رئيس الوزراء الصينى الدورة الـ (13) للمعرض.. وشاركة الافتتاح كوكبة من كبار المسئولين الصينيين.. على رأسهم وزير الثقافة الصين.. ورئيس هيئة الصناعات الثقافية الذى يشغل موقعًا يشبه فى اختصاصاته صندوق التنمية الثقافية الذى يرأسه د.أحمد عواض.. الذى حرص على زيارة جناح مصر وهنأنا جميعا بالحضور المصرى المشرف.. حيث وجه معاونيه بمتابعة كل ما يطلبه د.عواض من دعم.. ومن جهته أكد د. عواض أن التعاون بين صندوق التنمية الثقافية وهذه المؤسسة الصينية سيظل قائما وسيتم تطويرة بموجب بروتوكولات التعاون الثقافى التى تم توقيعها خلال العام «الثقافى المصرى الصينى»... بين وزير الثقافة حلمى النمنم.. ووزير الثقافة الصينى. وهذه التظاهرة الهائلة من كبار رجال الدولة فى الصين جدير بها هذا المعرض الدولى.. حيث ينعم هذا الحدث الثقافى العالمى بدعم هائل شاركت فيها الحكومة الصين المركزية، حيث تنظمه وزارة الثقافة الصينية ووزارة التجارة والهيئة العامة للصحافة والطباعة والإذاعة والتليفزيون والسينما.. والمجلس الصينى لتنمية التجارة الدولية.. وحكومة مقاطعة «جوانغ دونغ».. وحكومة مقاطعة «تشينزين» التى يقع فيها أضخم ساحة معارض وصالات وأجنحة عرض يمكن ان تقع عليها عينك.. فأنت هنا فى بلد المعجزات. فعندما ترى هذا التنظيم الجبار والمبهر.. تعرف على الفور أنك فى كوكب الصين العجيب.. حيث كل مستحيل قابل للتحقق بالإرادة والإصرار.. وبهدوء وبلا طنطنة.. ولا أغانى ولا شعارات.. وهذا المعرض فى حد ذاته فكرة عبقرية أخترعتها الصين منذ 13 سنة. حين قررت أن تعيد إحياء طريق الحرير الذى اندثر من مئات السنين.. بعد أن قسم الاستعمار كل البلاد.. واخترع الحدود السياسية والجوازات والجمارك.. إذ كان طريق الحرير يبدأ من الصين عبر طريق طويل تسلكه قوافل ضخمة للتجارة تخرج من الصين وتمر ببلاد آسيا ثم تنتقل للمنطقة العربية وتتدخل مصر لتنقل تجارتها عبر الإسكندرية لأوروبا.. وفى كل محطة تتوقف فيها هذه القوافل العملاقة يتم التبادل التجارى على أوسع نطاق.. ومن خلال هذا المعرض الدولى تحيى الصين طريق الحرير من جديد.. بدعوة كل الدول التى كانت تمر بها تلك القوافل القديمة.. للمشاركة فى هذا المعرض، حيث تتم من خلاله أكبر الصفقات التجارية.. ولكى تضفى الصين على هذا المعرض سمات غير تقليدية تكسبه تميزا خاصا.. قررت أن يقتصر هذا المعرض الضخم على الصناعات الثقافية والإبداعية.. والحرف التقليدية والتراثية.. لتحافظ كل دولة على هويتها الثقافية فى مواجهة العولمة التى تسعى لطمس هويات الشعوب.. ويصبح العالم قرية صغيرة تضعه أمريكا وأوربا فى (جيبها الصغير).. ولا بد أن أذكر هنا.. أننى لأول مرة أرى الصديق والمخرج الفنان أحمد عواض بهذه القدرة الخارقة على العطاء.. فبداية أصر على أن نشارك بمنتجات الحرف التقليدية لعرضها للبيع.. ووصلت الشحنة قبل افتتاح المعرض بساعات قليلة.. وإذا به يتحول لأحمد عواض المخرج المسئول عن كل صغيرة وكبيرة فى (الفيلم - أوالجناح المصرى).. وتحول من مسئول ثقافى إلى مسئول مسئولية وطنية عن تقديم مصر فى أبهى صورها.. ومن هنا اشترك بنفسه مع شباب صندوق التنمية الثقافية الفدائيين دائما طارق سامى ومحمد المصرى وعلى التليفون من مصر إيمان عقيل.. ومعهم الصناع المهرة الحاج فوزى والحاج حسن.. بتفريغ وتنسيق سبعمائة قطعة فنية خلال أربع ساعات.. فى جناح مصر (144 مترًا).. وللأمانة كان معنا أيضا د.أى خه شيو والذى يدعى (إبراهيم) مبعوث وزارة الثقافة الصينية مرافقا للوفد المصرى.. وهو أستاذ بجامعة «قوانغ دونغ» يجيد العربية الذى حصل على الماجستير فى علومها من كلية الآداب جامعة القاهرة.. الذى لم يفارقنا لحظة واحدة.. وأتوقف هنا لضيق المساحة لأحدثكم الأسبوع المقبل على نجاح جناح مصر المنقطع النظير.