جمال سلطان
وزير الأوقاف والإخوان والفساد في الوظائف العامة
فوجئ الرأي العام المصري أمس بوزير الأوقاف محمد مختار جمعة يشن هجوماً ضارياً علي جماعة الإخوان المسلمين وعلي الرئيس الأسبق محمد مرسي , واصفاً إياه بـ" الفرعون " الذي كان يقول " أنا ربكم الأعلي " بقراراته وإعلانه الدستوري الذي أعطي لنفسه فيه كافة الصلاحيات ، حسب قول وزير الأوقاف ، الذي أضاف أن الدكتور محمد مرسي كان رجل مكتب الإرشاد في قصر الرئاسة .
وأضاف الشيخ جمعة ، الذي كان يتحدث لبرنامج "إنفراد" عبر قناة "العاصمة" الفضائية، يوم الأحد , أن جماعة الإخوان كانوا يريدون أخونة كافة مؤسسات الدولة وتدميرها وأولها وزارة الأوقاف، مشيرا إلى أنهم كانوا يقومون بتعيين غير الكفاءات فيها من جماعتهم لإحكام السيطرة عليها.
واستطرد وزير الأوقاف قائلا إنهم في الوزارة خاضوا معارك كبيرة كي يسترجعوا المساجد التي كانوا يعسكرون فيها، علي حد قوله، مثل مسجد أسد بن الفرات وغيره الكثير .
الهجوم العنيف على الإخوان مفاجئ من الشيخ محمد مختار جمعة ، وبدا في صورة اختراع ضجيج بلا معنى في هذا التوقيت ، فالإخوان الآن في السجون أو المنافي ، وقضاياهم منظورة أمام المحاكم حاليا وقد صدرت أحكام في بعضها ، وإذا كان لدى الشيخ مختار أدلة إضافية أو شهادة جديدة ، فعليه أن يتوجه إلى مكتب النائب العام أو المحاكم المختصة بنظر القضايا ، وعليه أن ينشغل بمهام وظيفته والمسئولية التي كلفته بها الدولة ، وكذلك عليه أن يثبت جدارته ونزاهته ، وأنه لم يستغل منصبه في توسيد المناصب الرسمية لأقاربه أو أبنائه كما يزعم البعض .
الشيخ مختار جمعية وزير الأوقاف تسبب في ضجة إعلامية في الأسابيع الماضية ، عندما تناولت الصحافة خبرا مفاده أن ابنته الشابة حديثة السن وحديثة التخرج من كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية تم توظيفها براتب كبير ووظيفة مرموقة في إحدى شركات وزارة البترول ، وأن تعيينها أثار غضبا لآلاف الشباب المصريين المتفوقين الذين لا يجدون نصف فرصة ولا ربع فرصة للتوظيف في الحكومة ، كما أن الآلاف من حملة شهادة الدكتوراة والماجستير يتظاهرون بحثا عن وعود حكومة مختار جمعة في تعيينهم في وظيفة تفتح لهم باب الأمل في الحياة ، والحقيقة أن هذه هي قضية الوقت لوزير الأوقاف والتي ينبغي أن يهتم بها الشيخ مختار نظرا لحساسية موقعه كمسئول عن منابر المساجد وخطب الجمعة التي تدعو الناس إلى الخير والنزاهة وحب الوطن والعدل ، وكان عليه أن يجليها للرأي العام ، ويرد على تلك "الإشاعات" ، بدلا من أن يطلق قنابل دخان بهجوم مفتعل على الإخوان والرئيس المحبوس محمد مرسي ، مما قد يفهم منه بعض "سيئي الظن" أن هذا الهجوم المفتعل منه على الإخوان هو هروب من الرد على موضوع ابنته وتعيينها في وزارة البترول .
يا شيخ مختار ، أنت تتهم الإخوان بأنهم كانوا يعينون غير أصحاب الكفاءات في الوظائف الحكومية ، والإخوان يزعمون أنك أنت الذي تفعل ذلك الآن ، وأن هناك شبهة فساد في تعيين ابنتك في وزارة البترول ، وهذه إساءة للرئيس السيسي نفسه ، قبل أن تكون إساءة لشخصك ، وإذا لم يكن يعنيك تبرئة ساحتك وحماية اسم وزارتك ، فعلى الأقل من المهم أن تحمي سمعة النظام الذي وضع فيك ثقته ، وأن تبرئ ساحته من أن تكون قد أخذت وظيفة لابنتك الصغيرة في الحكومة بغير حق أو على حساب حقوق ملايين الشباب الآخرين المعدمين ، وأنا أتمنى أن تنفي ذلك وتثبت عدم صحته لتقمع الإخوان وتفضحهم على أوسع نطاق ، وأنت ـ ما شاء الله ـ نشط جدا في الإعلام كما نرى ، وعليك أن تثبت أن الإخوان كذبوا عليك عندما تحدثوا عن تلك "الفرية" ، وأعتقد يا شيخ مختار أن تبرئة ساحتك في هذا الموضوع سيكون برهانا عمليا أقوى كثيرا في الرد على الإخوان والإخوانجية ، وعندها يمكنك أن تقول ما شئت من هجاء في الرئيس المسجون وقيادات الجماعة التي تحاكم الآن أمام القضاء ، وأنا أعدك أننا في صحيفة المصريون سنكون أول من ينشر بيانك ودفاعك وتوضيحك على الفور .