أخيراً تخلت كونداليزا رايس عن صمتها وتكلمت ـ دون أن يطالبها أحد ـ عن الأسباب الحقيقية لإقدام جورج بوش الابن علي غزو العراق.
منذ تركت رايس العمل السياسي التنفيذي وتفرغت للتدريس الأكاديمي قصرت مشاركاتها علي المناسبات العامة وحرصت ـ في الوقت نفسه ـ علي حجب ما تملكه من أسرار حول إرهاصات الغزو الأمريكي للعراق والأسباب التي مثلت حصار طراودة في تدمير العراق وتقويض جيشه وقتل الملايين من مواطنيه وتشريدهم خارج الحدود.
من بين تلك الأسباب ما أثاره بوش في مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي الأسبق شيراك ـ نقلتها القنوات الفضائية ـ عن قصة يأجوج ومأجوج التي حاول صدام حسين تكرارها كقائد مسلم ضد الغرب المسيحي!.. وأخذت دعوي السلاح الكيماوي شدا وجذبا وحدد المبعوث الهولندي لمؤسسة الطاقة النووية خطر الكيماوي بأنه يستهدف اسرائيل.
من الأسباب كذلك تحول نظام صدام حسين إلي العداء لدول الجوار ومنها ـ للأسف ـ بعض الأقطار العربية فضلاً عن الكيان الصهيوني.
حسب تطورات الأحداث فقد كان احتلال العراق الخطوة الأولي لخطوات تالية شملت أقطار المنطقة وهو ما تحدد في الفوضي المدمرة التي أسهمت رايس في تصاعدها إلي ما انتهت إليه من صراعات وحروب أهلية بين العديد من الأقطار العربية. أكرر: الأقطار العربية فعلي الرغم من ان داعش يزعم الدفاع عن السنة فمن اللافت ان ارهابييه لم يطلقوا ـ حتي الآن ـ رصاصة واحدة داخل المدن الايرانية. كما ان خطأ داعش في اطلاق صاروخ بالخطأ علي فلسطين المحتلة تبعه اعتذار التنظيم الإرهابي بما يؤكد الجهة التي أنشأته ومولته وأتاحت له تنفيذ مخططاتها وهو ما تحقق بالفعل منذ احتلال الموصل وتوزع الإرهاب في امتداد الوطن العربي ولأن العفريت أصر علي عدم العودة إلي القمقم فقد جاوز دوره إلي عمليات تستهدف مدناً في تركيا والغرب الأوروبي.
السعي إلي الحل من خلال التعرف إلي جذور المشكلة وتصاعد تطوراتها يجب أن تتولاه جهة دولية محايدة غير خاضعة للتدخل الغربي فتجلس إلي قيادات الغرب في فترة ما قبل غزو العراق والفترات التي أعقبته: بوش. رايس. بلير. مانسفيلد وغيرهم ممن شاركوا بالإسهام الفعلي وبالتواطؤ الصامت وبتمرير أخطر القرارات في المنظمات العالمية.