لم يمض وقت طويل علي المحاولة الفاشلة لإضعاف مكانة القدس في نفوس المسلمين من قبل الروائي يوسف زيدان بالادعاء بأن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يعرج به إلي السماء من القدس. ولم يلتق بالانبياء هناك وبالتالي فلا حاجة لنا بالقدس.
أقول لم يمض وقت طويل علي هذه المحاولة حتي فاجأنا بأمر آخر يتعلق أيضاً بالقدس ويتعلق بالرموز التي من المفترض أن تتخذها وسيلة لإحياء الأمل في نفوس أبنائنا بالمستقبل وهو البطل صلاح الدين فوصفه بأحقر الشخصيات التاريخية في برنامج علي احدي القنوات الفضائية.
فهل هي قضية القدس مرة أخري لكنه يقذفها بما في قلبه من جانب آخر في محاولة مختلفة لخلخلتها في نفوس المسلمين لتحقيق نفس الهدف.
اذن الهجوم علي صلاح الدين يأتي من خلال تحريره للقدس أو حربه من أجل القدس فجريمة الرجل التي جعلته حقيراً في نظر يوسف زيدان هو تحريره القدس واخراج الصليبيين منها بعد مائتي عام من احتلالهم للعالم الإسلامي يعيثون فيه فساداً.
ويصبح السؤال: هل اكتشف زيدان أن تهوين القدس مباشرة والادعاء بأنها ليست أرض المعراج طريقة فاشلة خاصة انه كان عاجزاً حتي عن قراءة آيات القرآن المتعلقة بها وعاجزاً عن اثبات ما يقول فضلا عن استبعاده للأحاديث النبوية الصحيحة والرويات التاريخية الموثقة التي تؤكد الحادثة ومنقولة عن معاصريه من مسلمين ومشركين.. فهل فشله هذا دفعه إلي الاتجاه إلي ناحية أخري من الهجوم أي تغيير الخطة.
إذا عدنا إلي الوصف بأحقر الشخصيات وبعيداً عن صلاح الدين أو غيره فهل من البحث العلمي الذي يطل علينا زيدان باعتباره واحداً من رجاله ان نصف شخصا بالحقارة.. أي هل كلمة حقير مصطلح علمي لو اطلقناه بتبادر الاذهان الباحثين خصائص محددة للشخص المقصود لا تختلف من مكان لآخر.
وبعيداً عما دار حول سرقة رسالة الدكتوراه والذي انتهي بالفصل من الجامعة. فهل صلاح الدين كان غازياً يحارب الآمنين في بلادهم أم كان يحرر بلاده من الصليبيين الذين احتلوها مائتي عاما وعاثوا فيها فساداً؟ أم أن الأمر هو تقزيم الرموز والمقادمين خاصة أولئك الذين وقفوا من قضية القدس موقف .
انني أتصور وهم يهاجمون الثوابت والرموز ان نجد من يتهم عمرو بن العاص بالخطية في فتحة مصر. وفي فتحة القدس "بلاد الشام" بل سنجد من يهاجم سيدنا عمر نفسه.
أخيراً: إننا نجد من يشيد في بلادنا بنابليون بونابرت رغم انه اجتاح مصر وقتل أبناءها واعدم علماء الأزهر ودخله بالخيول ومع ذلك يعتبر البعض الحملة الفرنسية خيراً لا شراً بل يحتفلون بدخول نابليون مصر ثم يحقرون صلاح الدين الذي طرد الغزاة.. فأي تناقض وانقسام هذا؟