له أربعة أبناء يدرسون في مراحل التعليم المختلفة.. الابن الأكبر في الثانوية العامة هذا العام.. والثاني في الاعدادية.. والثالث والرابع أطفال يدرسون في التعليم الابتدائي.
قال لي: سعدت جداً بمبادرة د.طارق شوقي وزير التربية والتعليم لانهاء عصر الفساد في هذه الوزارة التي يتحدد علي أساسها مستقبل الأجيال.. وكانت سعادتي متمثلة في نظام جديد للثانوية الكئيبة المسماة بالثانوية العامة.. ينطلق من خلاله الطالب إلي الكلية التي يريد الدراسة بها تماماً كما يحدث منذ عشرات السنين في كل الدول المتقدمة وبعض الدول العربية.. الا ان سعادتي انقلبت إلي حزن شديد.
سألته: لماذا؟!
قال: لأن النظام الذي طرحه الوزير به سلبيات سوف تدمر كل الايجابيات ومنها: ان درجات الثانوية العامة ستكون تراكمية بحيث تشمل نتيجة الثلاث سنوات وهذا معناه انني كولي أمر سأوطن مدرسي الدروس الخصوصية في شقتي من اليوم الأول لالتحاق ابني أو ابنتي وحتي الحصول علي هذه الشهادة التي لا مثيل لها في العالم كله.. وهذا معناه استفحال غول الدروس الخصوصية أكثر مما هو عليه الآن وتحويل الشقة إلي مدرسة مفتوحة بميزانية لا يقدر عليها إلا القادر أمثال رجال الأعمال والأطباء وموظفو البنوك والبترول والكهرباء وغيرهم.. أما الموظفون "الغلابة" أمثالنا فلا عزاء لهم في ظل الارتفاع الجنوني واليومي للأسعار وفي الوقت الذي قلت فيه قيمة الجنيه بعد التعويم.
وسألني صديقي: ما العمل إذن؟!.. وهل لا يوجد مسئول رشيد يستطيع إنقاذ هذا البلد بتطوير شامل للتعليم بشكل عام وبنظام خاص لهذه السنة الكئيبة التي "خربت" بيوتنا لكثرة ما ننفقه علي الدروس الخصوصية.. ألست معي ان هذه السنة ستكون فعلاً وبهذا الشكل المطروح ثانوية الدروس الخصوصية المميتة؟!
قلت له: معك كل الحق فيما تقوله وما تخشاه.. لكن ما طرحه الوزير مجرد أفكار يمكن مناقشتها وقبول الصالح منها لمستقبل أولادنا.. وكلمة حق أقولها ان هذه الأفكار ليست بجديدة بل هي من نتاج عقول سابقة تم بلورتها في عهد د. هاني هلال وزير التعليم العالي الأسبق وآخر وزير في عصر مبارك وكان معه د. أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم آنذاك واللذان اتفقا علي تطوير الثانوية العامة وايجاد نظام حديث للقبول بالجامعات الا ان عجلة الانطلاقة توقفت بسبب ثورة يناير .2011
إذن كلها أفكار.. ونقترح علي الوزير كأولياء أمور إلغاء شرط الثلاث سنوات لأنه لا يعقل ان يتحمل البيت المصري الذي يئن من قلة الدخل وزيادة الأسعار أعباء أخري جديدة وفاتورة سوداء اسمها "الدروس الخصوصية".. كما نقترح عليه جعل صلاحية شهادة الثانوية العامة للالتحاق بالجامعات ثلاث سنوات بدلاً من خمس سنوات.. لأنه من الصعب ان يلتحق شاب بالجامعة بعد ان نسي كل ما درسه.
** كلمة هامة:
أنقذوا ابناءنا من الاقتراحات المدمرة في نظام الثانوية العامة الجديد!