استمعت باهتمام للنقاش الحاد الذي دار بين عدد من أعضاء البرلمان وبعض الأعضاء الذين سبق لهم دخول البرلمان بالإضافة إلي المحللين السياسيين في برنامج العاشرة مساء للإعلامي وائل الإبراشي وكان موضوع الحلقة يدور حول الغلاء وارتفاع الأسعار وماذا حقق نواب الشعب للشعب.
في الحقيقة ان هذا النقاش كشف مدي ضعف بعض النواب في كيفية معالجة مشاكل المواطنين وعدم قدرتهم علي مواجهة هذه الحكومة الفاشلة.
اعجبني أحد النواب القدامي عندما قال ان عنوان الحلقة ماذا يريد النائب من المواطن وليس العكس واتهم النواب بالتقصير في حق الشعب وانهم تركوا الساحة للوزراء يفعلون ما يريدون حتي انهم حملوا المواطن أعباء فوق أعباء الماضي وقال انني لم أشاهد استجوابا حقيقيا فعالا من جانب البرلمانيين ولم يطالب عضو بالبرلمان بإقالة وزير مادام هذا الوزير يلبي طلبات النائب وكيف يهاجم نائب البرلمان وزيرا شارك في اختياره ومنحه الثقة وكيف يقدم النائب طلب احاطة ضد وزير وهو الذي صفق له بالأمس في احدي الجلسات.
كما تحدث المحلل السياسي محمود العسقلاني وقال أنا عدو لهذا البرلمان إلي يوم الدين حيث ان البرلمان اغفل القضايا المهمة التي تمس المواطنين وأدت إلي زيادة لهيب الأسعار ومنها قانون حماية المستهلك الذي لم ير النور حتي الآن وهذا القانون الذي يمكن من خلاله الحد من جشع المستغلين والتجار المستهترين ويحمي المواطن من عبث الشركات.
كما تحدث عن بعض المواد في قانون الاستثمار ولماذا لم يضعها البرلمان وهي تحديد هامش ربح التجار والسيطرة علي الأسعار وتحديدها من قبل الحكومة.
أكد هذا النائب السابق ان الحكومة الحالية غير قادرة علي السيطرة علي الأسواق بسبب القوانين البالية التي عفا عليها الزمن حتي تتمكن الحكومة من وضع الضوابط اللازمة لحماية المستهلك.
في الواقع ان الصراعات التي نشاهدها أمام الفضائيات لا نشاهدها في البرلمان وفقد المواطن ثقته في نواب دوائرهم والبعض يقول ان عددا كبيرا من الأعضاء دخلوا البرلمان لتحقيق مآرب لهم أو من أجل الحصول علي لقب الحصانة.
اعتقد ان أحد النواب الذين شاركوا في الحوار حاول تحسين صورته أمام المشاهدين وقال ان هناك 130 منفذا لبيع السلع الرمضانية بأسعار مخفضة سوف يبدأ من يوم 18 مايو الحالي حتي 22 من نفس الشهر وان هذه هي مبادرة من رجال الأعمال في جميع المحافظات.
هل يا سيادة النائب الـ 130 منفذا سيتم اقامتها في منطقة القللي أم في جميع انحاء الجمهورية وهل نحن سعداء بهذا التصريح لأن مصر دولة كبيرة والمحافظة الواحدة لا يكفيها الـ 130 منفذا فكيف تتفاخر ايها النائب بهذا التصريح وهل الأيام الخمسة التي سيتم فيها فتح هذه المنافذ كافية لسد احتياجات المواطنين.
صدقوني ان هذه المنافذ يستغلها السماسرة والبلطجية ولن يستفيد منها المواطن الغلبان وهذا ما نشاهده في المنافذ التي تقوم بعرض المنتجات في الشوارع ولن يتحقق المطلوب أبدا مادمنا ننظر إلي القضايا نظرة وقتية وسطحية ولماذا لم نخصص آلاف المنافذ في جميع المحافظات حتي يسهل علي المواطن الحصول علي متطلباته بكرامة واحترام بدلا من البهدلة والذل الذي يتعرض له المواطن اثناء الحصول علي السلع التي تباع في الشوارع ولماذا لم يتم عمل هذه المنافذ طوال العام للقضاء علي جشع التجار وضرب المستغلين.