يقال في مجال الصحافة والاعلام وهي قولة حق ان الصورة في احيان كثيرة اصدق تعبيرا من أي مقال مهما تعددت عباراته وكثرت كلماته ولعلي اذكر في هذا المقام صورتين تداولتهما وسائل الاعلام المختلفة كل منها تلخص بايجاز ووضوح الحالة التي وصلنا إليها افريقيا وعربيا خلال الفترة الماضية اعتقد ان القاريء الكريم في حاجة إلي تذكيره بهاتين الصورتين أولاهما صورة نتنياهو وهو يتوسط زعماء ورؤساء بعد دول غرب افريقيا في زيارته التي تمت منذ شهور في غيبة الوجود المصري والعربي بعد ان كان اسم مصر وزعيمها جمال عبدالناصر كفيل باسقاط حكومات عميلة أو قيام انظمة وطنية أما الصورة الأخري فهي ايضا لها نفس الدلالات وان كانت انكي واضل وهي صورة رئيسة وزراء بريطانيا تتوسط ملوك وزعماء دول الخليج اثناء زيارتها الأخيرة للمنطقة وهي في الحقيقة كانت تعبر عما وصل إليه العالم العربي من تشرذم واختلاف وحتي نكون عادلين ومنصفين فان تداعي هذه الصور اعقبه وبشكل متواتر صور اخري تدل علي تنبه النظام المصري لهذا القصور افريقيا وعربيا.
أصبحت الصورة الآن مدعاة للفخر والاعتزاز حيث الوجود المصري من خلال الدولة المصرية بكل مكوناتها في افريقيا واضحا للعيان متنامي ينبيء عن تقدير الدور المصري الافريقي كما ان حركة مصر ونظامها عربيا بوجه عام وخليجيا علي وجه اخص لا تخفي علي عين متابعة فالرئيس زياراته متكررة متعددة يؤكد في كل مرة ان أمن الخليج من أمن مصر ومشاركات مصر لا تنقطع سياسيا واقتصاديا.
أكاد اقول اننا قد بدأنا دورنا الطبيعي الذي يتوافق مع عبقرية التاريخ والجغرافيا التي حباها الله عز وجل لمصرنا والتي تجعل لبلدنا في كل وقت دور حضاري متقدم واضح ان الفكر الذي يحكم القيادة السياسية في هذا المجال هو المصلحة المصرية آمنا واستقرارا وتقدما وازدهارا في كافة المجالات متعاونة مع مصلحة الاشقاء العرب والافارقة هي في الحقيقة استراتيجية دائمة الكل يعمل بشكل متناغم في هذا المجال لابد ان نذكر الفضل للوعي المبكر لقادة ثورة يوليو وعلي الاخص الزعيم جمال عبدالناصر الذي اكتشف مبكرا أهمية الانتماء الافريقي والعربي والاسلامي.. علينا ان نعترف اننا خلال الثلاثين عاما الماضية خاصة بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري في مؤتمر ادريس ابابا.. اغفلنا افريقيا التي تنبأ العالم كله لأهميتها سياسيا واقتصاديا مرتكبين خطأ لا يغتفر اهدرنا خلاله امجاد مصر وتضحياتها ودعمها لحركات التحرر سياسيا واعلاميا وعسكرية في كثير من الحالات.
اعتقد اننا اصبحنا في اطار حركة شاملة تبغي نهضة مصر وتنميتها وتأكيد تفرد زعامتها وقدرة تأثيرها ويقظتها تجاه مكونات الأمن القومي المصري افريقيا وعربيا ودوليا.