لعن الله الفتنة ومن يوقظها . المصريون اخوه وهم في رباط إلي يوم الدين كما قال رسولنا الكريم ورغم كثرة أعداء مصر أو الطامعون فيها أو الخونة فلم يفلح منهم أحدا في التفريق بين عنصري الأمه مسلميها ومسيحيها . لذا فإن الحديث الذي أدلي به الشيخ سالم عبد الجليل ضمن حلقة من برنامجه "المسلمون يتساءلون" علي قناة المحور يوم الثلاثاء الماضي 9/5 والذي صدرت به بعض العبارات التي تسفهه من العقيدة المسيحية وندعو لتكفير أنصارها . فضلا عن كونها بلا مبرر وتخالف الموقف الرسمي للأزهر الشريف وحديث رسولنا الكريم حين أوصي جيوش المسلمين الفاتحين لمصر بشعبها خيرا فإنها تشغلنا بمعارك وقضايا لا نحتاج لها علي الإطلاق وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها مصر ولقد وصل به الأمر الي حد تكفيرهم مما يعطي رخصة لهؤلاء الإرهابيين لتنفيذ عمليات إجرامية ضد أبناء مصر تحت غطاء هذه الفتاوي الظلامية ويسبغ الشرعية علي اعمالهم الإرهابية لتفجير الكنائس وإستهداف الأخوة المسيحيين بالقتل.
لم يسأل نفسه قبل التصريح بها عن فائدتها وما الذي يمكن لها ان تضيفه . وكان من الطبيعي أن تحدث موجة الغضب من المصريين عامة وحالة من الاستنكار والرفض الشعبي والرسمي لهذه الفتاوي الظلامية وتوالت البلاغات التي تتهم الشيخ سالم بازدراء الأديان حتي وصل الأمر من البعض للدعوي بمنع البرامج الدينيه التي تبث عبر الفضائيات الإ بعد مراجعتها من الأزهر والإذن بإذاعتها وللحقيقة لهم بعض الحق فليس هناك أي مجال علي الإطلاق للحوار في العقائد في منابر إعلامية عامة يستمع إليها الكافة أيا كان مستوي تعليمهم أو إلمامهم بأمور دينهم ولا نعلم بالضبط القصد الحقيقي أو الخفي لمن يتولاها لأنها ببساطة تؤدي لوجود حالة من البلبلة والتخبط والتي قد تتفاقم لتصل بالبلاد لوضع لا يتمناه لنا غير اعدائنا ومن يريد النيل من مصر وشعبها في ذات الوقت الذي لا تفرق فيه متفجرات الإرهاببين بين المسلم والمسيحي وكان بالخندق الواحد في كل حروبنا التي خاضتها مصر يرقد المسيحي إلي جوار أخية المسلم يدافعان معا عن وطنهم الواحد.
وكما كان طبيعيا ومتوقعا أيضا أن يجمع الكافة علي استنكار واستهجان تلك التصريحات وخاصة المسلمين منهم أما الأخوة المسيحيون فقد كان موقفهم مشرفا كالعادة حيث لم يعيروها أي إهتمام ووضعوها ومن أصدرها في حجمهما الحقيقي وتكبروا عنها ولم يتفاعلوا معها وتركوا الأمر برمته لأخوانهم المسلمين لإيمانهم انها لا تعبر عنهم كما انهم لن يتركوهم دون ان يعطوهم حقهم وهو ما حدث بالفعل حيث قدمت بلاغات رسمية للنيابهپالعامة ضد الشيخ سالم تتهمه فيها بإزدراء الأديان والحض علي النيل من وحدة وسلامة الأمة.