صلاح عطية
بشائر الخير.. وخدعة حماس.. وفتنة سالم.. وحقيرة يوسف
عاني صعيد مصر - ومازال يعاني - نقصا كبيرا في مختلف الخدمات.. وغبنا كثيرا أيضا في توفير مجالات الرزق وفرص العمل لأبنائه.. وكان النهوض بالصعيد دائما علي رأس برامج الحكومات المتعاقبة.. ولكن التحرك في هذه المجالات كان بطيئا.. وغير كاف.. بل غير عادل علي الاطلاق.. وكانت وتيرة العمل من أجل تنمية الصعيد أكثر من ظالمة للصعيد وأهله.
ولكن نظرة إلي ما عشناه في مطلع هذا الأسبوع من افتتاحات تجاوزت 58 مشروعا رأيناها وعشناها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته لمحافظة قنا تعيد إلينا الأمل.. وإلي كل أبناء الصعيد في ان عجلة التنمية قد دارت.. أو بمعني أدق عادت إلي الدوران بقوة وان حقبة من الظلم للصعيد وأهله قد أوشكت علي النهاية.. لنكون مع بداية جديدة بإذن الله تعوض سنوات الاهمال الطويلة وتؤكد عدالة ضرورية في توفير الخدمات وفرص العيش الكريم.
وكما كان هذا الأسبوع مبشرا بخير عميم.. يغير من خريطة التنمية في مصر بإذن الله فإننا عشنا أيضا قبله ومعه مجموعة من الأحداث الصادمة والغريبة أيضا.. لعل في مقدمتها خدعة حماس بما تقوله عن فك ارتباطها بجماعة الاخوان الارهابية.. ثم فتنة الشيخ سالم عبدالجليل.. ثم حقيرة الدكتور زيدان.
أما عن خدعة حماس.. فهي لا شك ادعاؤها بفك ارتباطها بجماعة الاخوان الارهابية وهي خدعة بكل المقاييس وهي نوع من التقية حتي لا يرتبط مصيرها بمصير هذه الجماعة الإرهابية.. الأمر لا يعدو مناورة كقبولها لدولة علي حدود 4 يونيو مع عدم اعترافها بإسرائيل.. مع ادراكها بعدم امكانية هذا فلا القبول وحده كاف في ظل عدم الاعتراف.. ولا حل الدولتين اصبح متاحا في ظل مهاترات حماس وكلامها السابق عن النهر والبحر الذي تخطاه الزمن حتي اصبح لدينا فتات أرض متناثرة لا تصلح لقيام دولة.. بعد كل تخوينات حماس طوال عقود لكل فلسطيني قال بغير البحر والنهر.. ولكل عربي سعي إلي السلام باخلاص ونية صادقة في انهاء مأساة الشعب الفلسطيني.. وتحقيق السلام لكل شعوب المنطقة.. هل يمكن ان تتخلي حماس بهذه السهولة عن جماعة الإرهاب؟ لقد جمعتهما معا ظروف نشأة متشابهة واغراض نشأة متطابقة.. جماعة الإخوان الإرهابية نشأت في ظل ورعاية الاحتلال الانجليزي لمصر.. لتشق الصف المصري وتفتت وحدته.. وحماس نشأت في ظل الاحتلال الاسرائيلي ورعايته لتشق الصف الفلسطيني وتفتت وحدته.. وقامت بهذا الدور علي أكمل وجه حتي فصل قطاع غزة عن الضفة والتطلع إلي الحل في أراضي مصر تنفيذا لمخطط إسرائيل.. الحديث عن حماس يطول وسأعود إليه في مرة قادمة بإذن الله.
أما فتنة الشيخ سالم.. فتلك مأساة لا يمكن أن نبريء الشيخ منها.. فهو وسط الأجواء المتوترة وبعد صورة مصر الايجابية في أجهزة الاعلام العالمية التي أبرزتها زيارة البابا فرنسيس لمصر.. يأتي الشيخ ليشوه هذا كله.. ويخرج بكلمات في غير مكانها ليشعل فتنة لسنا في حاجة إلي تأجيجها بين أبناء البلد الواحد.. وسيدافع الشيخ عن نفسه وسيعتذر.. ثم يعود ليقول انه لا يعتذر.. ويسانده من يسانده.. ويسارع الكثيرون بتقديمه إلي القضاء بتهمة ازدراء الأديان.. وسيجد أيضا من يدافع عنه ولكن في النهاية الفتنة رفضت و"لعن الله من أيقظها".
أما عن "حقيرة" يوسف زيدان.. وأعني بها كلماته عن صلاح الدين فلا يمكن أن تغتفر.. وهي تأتي في سياق سلوك مستمر ومتصاعد يسلكه منذ سنوات في هدم كل الثوابت.. والتشكيك في المسلىمات.. فهو ينفي ان بيت المقدس هو بيت المقدس!! ويشكك في الإسراء والمعراج وينهال طعنا علي صلاح الدين.. وانتصاره في حطين وهو يهدي هذا كله إلي أعداء هذا الوطن.. ويغنيهم عن أي قول آخر.. يكفيهم ما يقوله زيدان.. لكي يقولوا انه يأتي منهم.. هم يقولونه.. ولسنا نحن.. ولا حول ولا قوة الا بالله.