محمد عمر
الحاج "حمام" واللعب علي الوتر الحساس
وقوف الحاج حمام علي عمر ابن قرية المراشدة بالصعيد أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي وتحدثه بكل شجاعة عن المشاكل التي تعاني منها قريته بصفة خاصة والصعيد بصفة عامة موقف يحسده عليه الكثيرون ويتمنون لو كانوا مكانه وعرضوا مشاكلهم علي السيد الرئيس فما من قرية في مصر إلا وتعاني من المشاكل التي تحتاج لحلول سريعة ولكن ما باليد حيلة.
فالحكومة غارقة في أزمات انهيار الاقتصاد ومواجهة ارتفاع الأسعار ومحاولاتها الدفع بقطار التنمية الذي يأخذ في طريقه المليارات مع ضعف الإمكانيات والموارد بعد انخفاض معدلات السياحة وارتفاع الدولار وتعويم الجنيه وغير ذلك مما أثر بالسلب علي الدخل القومي.
المشكلات التي تحدث عنها الحاج حمام وتعاني منها كل قري مصر مزمنة ومنذ سنوات طويلة جدًا.. فكل الحكومات السابقة لم تستطع إيجاد حلول للفقر أو استكمال مشروعات الصرف الصحي أو مياه الشرب النظيفة أو مواجهة الاستيلاء علي أراضي الدولة أو البناء علي الأراضي الزراعية أو البطالة التي يعاني منها شباب القري وتوريد الأسمدة والبذور إلي آخر هذه المشاكل التي لا حصر لها.. ورغم ذلك يمكن مواجهة هذه الأزمات بتخطيط جيد وتوفير الميزانيات اللازمة لو وضعتها الحكومة في الحسبان ولو تدريجيًا.
لقد لعب الحاج حمام علي الوتر الحساس بطريقة إلقاء جذابة جعلت الرئيس يستمع إليه ولم يغضب منه بل علي العكس استجاب لطلباته علي الفور وهذا دليل علي أن الحكومة لا توصل للرئيس المشاكل التي تعاني منها القري بكل شفافية رغم أن هذه مسئولية نواب البرلمان الذين من المفترض أنهم يمثلون هذه القري ومسئولون عن تطويرها ويجب عليهم التواصل مع الحكومة لتنميتها.. فهذه أمانة سوف يسألون عنها.. وحتي نكون منصفين من المؤكد أن بعضهم عرض مشاكل قراهم في البرلمان ولكن "العين بصيرة والإيد قصيرة".. فالمشكلة ليست في العرض بقدر ما هي في التنفيذ وتوفير الموارد اللازمة.
كل التحية للحاج حمام وأمثاله الغيورين علي بلدهم ونتمني أن نري في كل قرية حاج حمام جديدا حتي نقضي علي مشاكل أهالينا التي يئن منها الريف المصري والذي هو أصل مصر.
إشارة حمراء
رمضان علي الأبواب وبدلاً من أن تخفض وزارة التموين أسعار سلعها علي الأقل في الشهر الكريم حتي تحصل علي حسنات من دعوات المكلومين من محدودي الدخل نجدها في المقابل ترفع أسعار اللحوم والدواجن في مجمعاتها الاستهلاكية التي كانت ملجأ للغلابة إلي جانب الارتفاع المبالغ فيه لسلع الياميش والبلح الذي قالت إنه سيكون مخفضا عن أمثاله خارج المجمعات ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح واكتشف المواطنون أنها مجرد شعارات مسكنة لتهدئة بالهم.
يا حكومتنا الرشيدة.. ارحمي من في الأرض يرحمك من في السماء.