محمد أبوتريكة.. النجم الخلوق. المغترب "إجبارياً" خارج مصر. بعد أن حرمته أحكام عشوائية من أن يعود إلي وطنه ويحضر جنازة والده.. هذا النجم يثير شجون الكثيرين عندما يظهر علي الشاشة محللاً للدوريات الأوروبية في إحدي القنوات الرياضية الشهيرة. مخاطباً جمهور الكرة المصري والعربي.. وهو يعلم أن ملايين المصريين يتابعونه. عبر الشاشة ولكنه غير قادر أن يشعر بدفئهم. وإن كان علي يقين من حبهم له. وحبه لهم.. ولكن تبقي في القلب غصة من شدة الحزن والاغتراب الإجباري بسبب الحكم القضائي الذي وضعه بين قائمة الإرهابيين.. ولكن القضاء المصري بالأمس أظهر "نصف البراءة" من هذه التهمة الخطيرة. والمدمرة لمواطن مصري محبوب من كل المصريين عندما أوصت هيئة المفوضين في المحكمة الإدارية العليا. برفض طعن الحكومة علي حكم محكمة القضاء الإداري بإلغاء التحفظ علي أموال أبوتريكة.
وهو بالفعل حكم عادل. يؤكد أن أموال هذا النجم لم تذهب أبداً إلي أعداء الوطن. أو لخدمتهم. مثلما ترددت شائعات واتهامات. في اعقاب ثورة 30 يونيو. والتخلص من حكم "الإخوان" ومعسكرهم الإرهابي في ميدان رابعة.. الاتهامات والشائعات كانت موجودة. وتتردد بقوة. ولكن القضاء العادل برأ أبوتريكة وأمواله من هذه التهمة. مما يؤكد أنه لم يكن أبداً إرهابياً. ولا ينطوي - بطبيعة الحال - تحت طائلة قانون "الكيانات الإرهابية". ولكن الاتهامات العشوائية. وضعته عنوة في هذه القائمة من أعداء الوطن.. لذلك لم يستطع أن يعود للوطن وللأهل والأصدقاء. حتي يكتمل العدل برفع اسمه من هذه القائمة. وإزالة هذه التهمة الخطيرة عنه.. بعد أن أثبت القضاء أن "مال" أبوتريكة نظيف تماماً من تهمة دعم الإخوان وأعوانهم.. وسقوط هذه التهمة. يسقط بالضرورة أي تهمة أخري متعلقة بها. بأي منطق قانوني. لأننا جميعاً نعلم أن أبوتريكة لم يحمل يوماً أي سلاح أو حتي عصا. ولم يتحدث في أي وسيلة إعلامية بما يدينه. وكان دائماً مثال الإنسان الخلوق المحب لمصر وشعبها.. فادعو الله له بالإنصاف واكتمال العدل. وزوال الغمة.
***
اليوم يرأس المهندس أبوريدة ندوة مهمة لمنتخبات شمال أفريقيا. برعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم.. وهذه الندوة هي بداية دخول مصر للدائرة العالمية بعد احتفاظ أبوريدة بمنصبه في اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي.. نريد ندوات ودراسات دولية لرفع مستوي التحكيم. والتسويق الرياضي وإعداد الكوادر الإدارية.. وألا تقتصر هذه الندوات والدراسات علي القاهرة. فلابد أن تتسع دائرتها لتشمل كل المحافظات التي تعاني من أمية واسعة في الإدارة الرياضية وإعداد الكوادر في كل التخصصات.. خاصة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يقدم أكثر من مليون دولار سنوياً لكل اتحاد وطني. لهذا الغرض تحديداً.. ولكن بصراحة. طوال السنوات الماضية لم نشعر أن دولاراً واحداً يتم إنفاقه علي الأرتقاء بعناصر الكرة المصرية.