جلاء جاب اللة
المعركة السادسة "مع السيسي"!!
نعم هي المعركة السادسة التي يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ تولي الرئاسة حتي الآن.. وتعمدت أن أقول المعركة السادسة "مع السيسي" وليست المعركة السادسة للسيسي.. لأن قدر شعب مصر أن تكون المعركة معركته. وهو فيها مع السيسي.. وبقيادة السيسي!!
لم تنته معركة واحدة من معاركه الخمس.. ومع ذلك بدأ السادسة.. وقد تكون السابعة في الطريق. فلا وقت للتأخير. وليست لدينا رفاهية الانتظار.
.. المعركة الأولي فرضها الواقع الذي عاشته مصر بعد 25 يناير 2011. ثم بعد 30 يونيه ..2013 وهي معركة استعادة هيبة الدولة.. وكما قال الرئيس السيسي. فإن هذه المعركة مازالت مستمرة.
.. المعركة الثانية فرضها الإرهاب بعد 30 يونيه.. ومازالت مستمرة أيضاً. وتأخذ أبعاداً جديدة. وإن كان الواقع يقول إن مصر ستنتصر إن شاء اللَّه في هذه المعركة الأهم.
المعركة الثالثة دخلها السيسي بإرادته لقناعته بضرورة خوض غمارها وهي المشروعات الكبري. بداية من قناة السويس الجديدة. ثم مشروعات الطرق. والـ1.5 مليون فدان. والصوب الزراعية. والضبعة النووي.. وغيرها من المشروعات الكبري. التي تؤسس لمصر في عصر نهضتها "الثالثة".. بعد النهضة الأولي في عهد محمد علي. والثانية في عهد عبدالناصر. والثالثة مع السيسي.
المعركة الرابعة هي القرارات الاقتصادية الصعبة. تعويم الجنيه. وهي معركة لم يستطع أحد أن يدخلها منذ عام 1967. ثم كانت خطاً أحمر بعد أحداث يناير 1977 في عهد الرئيس السادات.. وتأجل كل حديث عن معركة الإصلاح الاقتصادي إلي أجل غير مسمي. حتي اقتحمها السيسي من أجل مستقبل مصر. وحاضرها.
المعركة الخامسة. كانت ضد الفساد.. وهي أخطر المعارك. ولا تقل ضراوة ولا خطورة عن الحرب ضد الإرهاب.. فالفساد والإرهاب كلاهما عدو غير واضح.. ويختبئ خلف أسوار عالية لا نراها بالعين المجردة.. وقد بدأت هذه الحرب بضراوة مع لجنة استرداد أراضي الدولة برئاسة المهندس إبراهيم محلب. ثم أعلن الرئيس السيسي مؤخراً خطة الحسم في هذه المعركة خلال أسبوعين. وهو ما عبر عنه محلب بكلمات بسيطة جداً: "إنه أكبر دعم لنا ولمصر"!!
المعركة السادسة التي بدأها الرئيس. وأعتقد أنه سيعلن عن نتائجها بنفسه خلال أيام. وهي دعم الطبقة الوسطي ومحدودي الدخل والفقراء. بحزمة قرارات وأفعال واقعية لحماية الشعب في هذه المرحلة.
.. المعركتان الأولي والثانية "هيبة الدولة والإرهاب" فرضهما الواقع والظروف. وعوامل خارجية عديدة علينا فرضاً. ودخلتهما مصر بقيادة السيسي من أجل البقاء والاستمرار. ولأن مصر فوق الجميع!!
وإذا كانت المعركة مع الإرهاب مازالت مستمرة. لأن أعداء مصر في الخارج والداخل يريدونها مستمرة. فإن الانتصار فيها أمر واقع. تفرضه عوامل الجغرافيا والتاريخ والدين والواقع.. أما معركة هيبة الدولة. فهي تحتاج تجديد الخطاب المجتمعي. وحملة ثقافية واسعة. وضرورة تنفيذ القانون بحزم وحسم وعدالة ومساواة.. علي الجميع.. حتي يستقر في وجدان الإنسان البسيط أنه لا صوت يعلو فوق صوت الوطن ومصلحة الوطن وحق الوطن.
.. المعارك الثلاث التي تخوضها مصر في آن واحد. وهي: معركة المشروعات الكبري والإصلاحات الاقتصادية والحرب ضد الفساد. خاصة في مواجهة الدولة العميقة. ليست سهلة. لكن مصر تخوضها بشرف وكفاءة ومواجهة مع الواقع. وتلك هي الميزة الكبري في جانب الشعب.
الإصلاحات الاقتصادية تَحَـمَّـل تبعاتها البسطاء والغلابة. والطبقة الوسطي. ومحدودو الدخل.. لكن المعارك الثلاث الأخري لصالحهم أولاً.. وستعود عليهم هم أولاً بالفائدة. وبالتالي فهي معاركهم قبل أن تكون معارك أحد آخر.
نتائج معركة الإصلاح كانت قاسية. خاصة الغلاء وارتفاع الأسعار. مع توقف الدخل. ومحدوديته. لذلك تبدو المعركة السادسة هي الأهم. لأنها لن تعطي رسالة للبسطاء فقط. بل ستساهم في رفع المعاناة عن الناس.. وأقصد بتلك المعركة الأخيرة القرارات والأفعال. التي ينوي الرئيس الإعلان عنها إن شاء الله. وأشار إليها إشارة واضحة في حواره الأخير مع رؤساء تحرير الصحف القومية مثل: زيادة حد الإعفاء الضريبي. مما يزيد من دخل الموظف محدود الدخل.. ومضاعفة المقررات التموينية. والإجراءات التي يتم دراستها بعمق لمصلحة الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل. وقرارات ضبط الأسعار. ومحاربة الغلاء. حتي أن الرئيس قال كلمة رائعة وموحية وهي: إن المواطن سيتساءل قريباً: كيف تراجع الغلاء وتحسنت الخدمات؟!.. وهو تساؤل مشروع. ونأمل أن يتحقق بالفعل بسرعة. خاصة في شهر رمضان وما يليه من مواسم الأعياد!!
عندما يشعر المواطن البسيط. بتحسن دخله وانخفاض الأسعار. وهو ما سيحدث قريباً جداً إن شاء الله. سيشعر بما حوله من معارك. وأنها لصالحه ومصلحته الأساسية. خاصة معركة الدولة ضد الفساد. ومعركة الدولة لتحقيق المشروعات الكبري. التي قد يكون تأثيرها علي حياة البسطاء بطيئاً. لكنه سيكون تأثيراً قوياً جداً ومعبراً للغاية.
لقد تعمدت القفز من المعركة الثالثة. وهي معركة المشروعات الكبري التي ستنعكس آثارها علي المواطن المصري.. إلي المعركة السادسة وهي معركة البسطاء ومحدودي الدخل مباشرة. لأنهما معركتان مرتبطتان بالإنسان المصري واحتياجاته الأساسية.. فإذا كانت المشروعات الكبري لا تعطي نتائج مباشرة وسريعة.. فإن القرارات التي ستعلن قريباً ستكون مباشرة وسريعة. ومؤثرة علي احتياجات المواطن البسيط الأساسية. لأنها ببساطة شديدة ستزيد من دخله وسترفع من قيمة الجنيه في مواجهة الأسعار. التي تأثرت بالغلاء تأثراً غير طبيعي.
إجراءات الحماية لمحدودي الدخل ليست معركة بسيطة. بل صعبة. ولكن الرئيس السيسي ــ كعادته ــ لا يدخل معركة إلا بعد دراستها دراسة جيدة. ومتأنية. وتحديد نتائجها.. لذلك فهو يدرس ــ كما قال في الحوار ــ هذه الإجراءات. وهناك عمل جيد لتحقيق الاستفادة الحقيقية المباشرة للمواطن من هذه القرارات. بحيث يواجه بشرف نتائج المعارك الأخري. خاصة أن الرئيس بنفسه أعلن أكثر من مرة تقديره لصبر المواطن المصري. وقناعاته بأن هذا الإنسان البسيط. كما أنه هو الهدف. فإنه أيضاً هو السند للمعارك المصيرية التي تقودها مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
المعركة التي تخوضها مصر الآن بقوة.. وبدأها إبراهيم محلب في لجنة استرداد الأراضي. وواجه بقوة وشرف مافيا استغلال أراضي مصر.. تجد دعماً الآن في المعركة التي قادها الرئيس السيسي بنفسه. وأشرك فيها كل آليات الحرب من محافظين ووزراء وجيش وشرطة وأجهزة رقابية.. وأقصد بها المعركة ضد الفساد.. بداية من استرداد أراضي الدولة المنهوبة تحت مسمي وضع اليد.. هذه المعركة الشريفة التي تأخرت كثيراً يجب أن تتميز بالشفافية التامة. لأن هناك بعض الأسماء التي كان لها وزن كبير قبل 2010. وضعت يدها علي أراض.. وآخرون تملكوا أراضي بشكل قانوني.. وآخرون استولوا علي أراض بوضع اليد إلي جانب أراض تم تملكها بشكل قانوني!!!
الشفافية ضرورية. وعدم الإساءة للشرفاء ضرورة.. ولكن في المقابل إعادة حق الدولة المنهوب. واستفادة الشعب بأرضه التي استولي عليها حفنة من أصحاب الحظوة أو القوة. أمر أكثر أهمية وأكثر ضرورة.
المعركة ليست سهلة.. والرئيس بنفسه قال إنه سيطبق قانون الطوارئ بحزم في مواجهة التعديات إذا لزم الأمر.. لأن هناك عصابات حقيقية استولت علي أرض الدولة. سواء بوضع اليد أو بالتلاعب. ولذلك كان الرئيس أكثر وضوحاً. وهو يؤكد علي أن من سيرفع السلاح ستتم مواجهته بكل قوة.
المعركة بدأت.. ومن المؤكد أنها ستنتهي بانتصار إرادة الشعب. لأنها هي الحق. ومع الحق. ويساندها الحق.. ولكن في المقابل لابد من دراسة كل حالة علي حدة. وعدم الظلم. ولا نأخذ صاحب الحق بجريرة جاره الظالم والمعتدي.. ونحاسب كل مخطئ بحسم وحزم وعدل ومساواة.. وهذه أهم أسلحة تلك المعركة المهمة والضرورية. والتي أتمني لو أن نصف عائداتها يُوجه مباشرة للمعركة السادسة لصالح الفقراء. والبسطاء. ومحدودي الدخل.
همس الروح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الحب هو السلاح الأقوي لفرض الحق
* من يملك قلباً.. يستطيع الحب.. ومَن لا يعرف الحب.. مات قلبه.
* الحياة مليئة بالبشر.. لكنها تحتاج لمن يعرف كيف يحب.