الجمهورية
عبدالــرازق توفيـــق
من ينكـــــــــر الحقيقــــــــــــة ؟
يمكن لأي عاقل وشريف ومنصف أن يصل بسهولة ودون عناء إلي ملامح نظام حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو الرئيس الذي جاء به شعبه لقيادة سفينة البلاد في أصعب فترات تاريخ مصر وأشدها تعقيدا وورث تركة ثقيلة من العقود السابقة.
ومن كلمات الرئيس السيسي وقراراته تدرك من الوهلة الأولي استراتيجية متكاملة للتعامل مع قضايا مصر الملحة وأمراضها المزمنة التي تفاقمت بسبب إهمال الأنظمة السابقة وعدم امتلاك الرؤية والشجاعة وتبني مفهوم خاطئ للسلطة ورغبة عارمة في الاستمرار في الحكم علي حساب المصالح العليا للبلاد وآمال وتطلعات الشعب في مستقبل أفضل بلا أزمات أو مشاكل معقدة.
ومنذ أن تولي الرئيس الحكم قبل ثلاث سنوات تقريباً حرص علي العديد من المبادئ والقيم في إرساء دعائم نظام جديد للحكم في مصر يقوم علي الصدق والشفافية ومصارحة الشعب دون خوف أو مواربة أو إخفاء أي شيء علي شعبه مهما كلفه ذلك الكثير علي حساب شعبيته وقدرته الفائقة علي التحدي ومواجهة المشكلات مهما كانت درجة تعقيدها وخطورتها.
جاءت كلمات الرئيس السيسي في قنا وتحديداً في قرية المراشدة لتجسد حقيقة راسخة أننا بصدد رئيس صادق يحترم شعبه ولا يقبل خداعا أو مناورة أو التفافا فكانت الكلمات واضحة "مفيش حد هياخد حاجة مش من حقه. إحنا مش في طابونة".. الأرض دي أرض مصر.. الناس بتعاني وصابرة.. وبناء الأمم والدول يحتاج لجهد وصبر ومعاناة وحرمان.
هذه الرسائل كفيلة بأن توضح تماماً استراتيجية الرئيس السيسي في مكافحة فساد مزمن تفشي وانتشر في ربوع مصر خلال العقود السابقة وأصبحت تدفع ثمناً باهظاً من مستقبلها ومعاناة شعبها وآن الأوان لإيقاف هذا السرطان.. فلا يخفي علي أحد أن أراضي مصر كانت تنهب ليس بالمتر المربع ولكن بالكيلو متر وضاعت علي مصر آلاف المليارات بسبب حصول بضعة آلاف من الأشخاص علي أشياء وامتيازات وأراض ليست من حقهم والشعب يدفع الثمن وللأسف كهنة الماضي المؤلم يدافعون الآن عن أنظمة عاثت في الأرض فساداً في سرقة ثروات المصريين وحان الوقت لإعادة الأرض لأصحابه وأهله وهم أبناء الشعب المصري.
كان من الممكن أن يكتفي الرئيس السيسي باستمرار الأوضاع كما كانت عليها دون تضحية وعناء وجهد ومغامرة بشعبيته إلا أن ذلك ليس أسلوب الرئيس السيسي ولا يسمح به ضميره الوطني ولا أخلاقه ولا تربيته ولا ثقة الشعب التي وضعها فيه.. فقرر أن يخوض المعركة متسلحاً بإيمانه المطلق بالله وبإرادة شعبه وطالبهم كثيراً بأن يكونوا علي قلب رجل واحد مزودين بالعزيمة والإرادة والصبر والتحمل والمعاناة من أجل مصر ورسم مستقبل مشرق للأجيال الجديدة وأن مصر تستحق منهم الكثير.. ولطالما تساءل الرئيس هل يرضي الشعب أن تتسول مصر قوتها وتكون في مكانة لا تليق بها ولا بتاريخها أم أن عزيمتهم وقدرتهم تستطيع أن تفعل الكثير لهذا البلد.
انحياز الرئيس السيسي للمواطن البسيط وإدراكه أن يدفع ثمن ضريبة الإصلاح ويراهن عليه بالوعي والنضج الذي وصل إليه حتي بات متفوقاً علي النخب العقنة التي تجاهلت المؤامرة علي مصر وأصبحت خنجراً في ظهرها تناهض مشروعها الوطني وتشكك في كل شيء وكأن الرئيس السيسي هو السبب فيما آلت إليه الأوضاع في مصر ونسوا أنظمة الحكم السابقة وما حدث في يناير 2011 الذي كادت أن تدفع بمصر إلي مستنقع الفوضي والإنفلات والسقوط.
الذين يشككون ويشوهون كل إنجاز ونجاح ويمتلكهم الحقد من نجاحات الرئيس السيسي وقربه من شعبه يتجاهلون عن عمد أن الرئيس تعامل مع مصر وقضاياها وأمراضها بمشرط الجراح الماهر فقد رفض أن تتم خياطة الجرح علي الصديد الذي سيفتك بجسد المريض وقرر تطهير الجرح ووضع العلاج المناسب له حتي يشفي جسد المريض ويتعافي فبدأ يثبت أركان الدولة واستعاد هيبتها.. ولم يندفع ولم يتعجل رغم ان هناك أموراً وعلي رأسها الاصلاح الاقتصادي كما قال في حديثه مع رؤساء الصحف القومية فيها خطورة علي البلاد إلا انه فضل التدرج في معالجة القضايا.
لا ينكر أحد ان مصر وصلت الي استيراد احتياجات شعبها من الخارج بنسبة تتجاوز الـ70% فقرر الرئيس ان يعالج هذا الأمر بالتنمية والعمل والانتاج والمشروعات الكبري والعملاقة التي نراها الآن في كل ربوع مصر استعان بالعلم والخبرات والصبر والعمل.. قرر المضي في الطريق الصعب والشاق والآن قد اقتربنا من قطف وجني الثمار.. والنور بات قريباً ونهاية النفق المظلم الذي وضعنا فيه الفاسدون وتجار الدين والمشبوهون أصبح قاب قوسين أو أدني.مزارع حيوانية مليونية.. مزارع سمكية.. صوب زراعية توفر مليون فدان.. مشروع المليون ونصف المليون فدان.. إحياء مشروع البتلو.. التوسع في زراعة الذرة الصفراء وعباد الشمس لانتاج الزيوت اعتماداً علي الذات بدلاً من استيرادها بنسبة 97% أليست كل هذه المشروعات لسد الفجوة الغذائية ومعالجة الخلل في منظومة العرض والطلب في الوقت الذي يحارب فيه لتوفير السلع للمواطنين واحتياجاتهم الرئيسية من خلال منافذ القوات المسلحة والشرطة ووزارة التموين والزراعة والاوقاف حتي أصبحت تحاصر المواطن في كل مكان وتواري لحد كبير الجشع ولكننا نتعامل مع ظروف قاسية وطارئة فرضتها علينا حالات الاهمال والفساد في الأنظمة والعهود السابقة.
الرئيس عبد الفتاح السيسي دائماً يعطي النموذج والمثل والقدوة في التعامل مع بسطاء المصريين.. ويتسع صدره وإنسانيته.. ولا يخفي علي أحد تواضعه وانسانيته سواء مع نماذج مصرية أصيلة صابرة مثل سيدة العربة وأسر وأمهات وأطفال وزوجات الشهداء الأبرار وذوي الاحتياجات الخاصة واهتمامه غير المسبوق بالشباب وحالة الانفتاح والمصارحة وطرح كل ما يجول من تساؤلات دون حرج أو خوف ويجيب الرئيس بثقة وصدر رحب وشجاعة.
حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي علي الاستماع الي الحاج حمام الصعيدي الفصيح وسعة صدره بل وحل المشكلة علي الفور كان رسالة ان زمن الخوف قد مضي فهناك رئيس يعتبر نفسه مواطناً قبل أن يكون قائد هذا البلد يستشعر معاناته وهمومه وآلامه ويضع في أولوياته الاهتمام بالفئات الفقيرة ومحدودة الدخل ببرامج اجتماعية ولا أخفي أن البطل الحقيقي إلي جانب الرئيس في المشهد المصري هو المواطن البسيط ولذلك سيكون هو محور التنمية عندما يحين وقت جني الثمار وسيحصل علي المكافآت لأن الرئيس مهموم بهذه الفئات ويسعي جاهداً لتعويضها.
فرغم الظروف الصعبة التي تمر بها مصر خاصة الاقتصادية إلا أن المواطن الفقير والبسيط لم يغب يوماً عن ذهن الرئيس السيسي.. ويحرص علي زيادة ميزانيات البرامج الاجتماعية التي تهمه وتخاطب هذه الفئات في كافة ربوع مصر ولعل جهود القوات المسلحة أيضاً في توفير العبوات الغذائية المجانية او بنصف الثمن تكشف هذا الاهتمام بتوجيه من الرئيس السيسي.
الرئيس السيسي أيضاً حريص علي أن يعطي كل ذي حق حقه فشهداء القوات المسلحة والشرطة الأبطال الذين قدموا أرواحهم لتحيا مصر لا يمكن ان يتم تجاهلهم وإهمال أسرهم والرئيس نفسه حريص علي رعايتهم والاهتمام بهم وان مصر الشامخة قادرة علي الوفاء لهؤلاء الأبطال.
* تواضع الرئيس وانسانيته وحرصه علي التواصل مع شعبه هو عنوان رئيسي لحكمة السيسي.. فلم نشهد بسطاء هذا الوطن في القصر الرئاسي يحظون بمعاملة الملوك بتواضع وأدب جم ولم نكن نري امثال الحاج حمام الصعيدي في المشهد الرئاسي من قبل.. تلك هي الروح التي غرسها الرئيس السيسي في المصريين الهب حماسهم وايقظ الروح الوطنية فيهم فالتفوا حوله.
حديث الرئيس ان اكتشافات الغاز ومشروعاته الجديدة سوف يوفر لمصر 6.3 مليار دولار هو أمل جديد وبدء لبشاير الخير الذي ينتظره المصريون فهذا الرقم سوف يدخل في بنود جديدة تصب في صالح المواطن في الصحة والتعليم والخدمات ناهيك عن مشروعات عملاقة في البنية التحتية ومشروعات كبري ومدن سكنية وصناعية ومدن جديدة وطرق بآلاف الكيلومترات ومطارات وموانئ وقناة السويس التي تضاعفت ارقام دخلها لصالح الخزانة المصرية ومحور تنمية قناة السويس والاستثمار الواعد وعودة السياحة واكتشافات الذهب كل ذلك سيجعل مصر كما اكدت المؤسسات الاقتصادية المصرية علي أعتاب مستقبل اقتصادي زاهر ومشرق.
جاحد من ينكر نجاحات الرئيس السيسي وطريقة تعامله وادراكه لمعاناة مصر وشعبها من امراض وقضايا وازمات تم تجاهلها لحساب الاستمرار في السلطة.. فالرئيس السيسي لا تهمه شعبيته بقدر مصلحة مصر والمصريين.. ولا يمكن لشعب اصيل وعظيم ان يتنكر لعطاء رجل وطني صادق ونزيه وشفاف وحريص علي أن يكون هذا الوطن في المقدمة دائماً.
نجاحات الرئيس السيسي الداخلية.. لم تؤثر علي الاطلاق علي نجاحه في استعادة صورة ومكانة مصر القوية في الخارج واكتسابها لاحترام وتقدير القوي الكبري الفاعلة في العالم ودفاعها عن قضايا امتها العربية في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال والتصدي للمؤامرات التي تحاول تدمير وتقسيم هذه الامة.. وإعلان الرئيس أن الامن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الامن القومي العربي وأن مصر لن تسمح بتهديد شقيقاتها أو محاولات اقليمية للاضرار بها.. تلك هي رسالة مصر الكبري التي استعادت مكانتها.
باختصار نظام حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي غير مسبوق في مصر لكونه يعتمد علي الصدق والشفافية والطهارة والتواضع والاصرار والتحدي وعمق الرؤية والتواصل مع المصريين والاهتمام بالفقراء والبسطاء وإدراكه وإيمانه بقدرة وشموخ وكبرياء مصر وهو الأمر الذي جعل صورتها متوهجة بين الأمم وفي المحافل الدولية وسوف يحسب لنظام الرئيس السيسي اخراج مصر من عثرتها وانتشال اقتصادها من الغرق والضياع بإصلاحات قوية وليست وهمية.. ووضع البلاد علي الطريق الصحيح بعد تحقيق الشفاء تلك هي الملامح الرئيسية لنظام وطني يرتكز علي جموع المصريين بسطائهم قبل نخبتهم.. فقرائهم قبل اغنيائهم لا يفرق بين مواطن وآخر سواء علي اساس اللون أو الدين أو العرق فالمصريون سواء لا فرق بينهم إلا بالعمل والانجاز والانتماء وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
من زيدان إلي سالم
مصر ليست في حاجة إلي تفاهات ومعارك وهمية ومهاترات لا تغني ولا تسمن من جوع.. ما قاله المفكر يوسف زيدان والشيخ سالم عبدالجليل لا يخرج عن هذا التوصيف.. وفي اعتقادي أن ما قاله زيدان مجرد خزعبلات وهو نفسه لا يفهم معناها وهو نفسه يقول ان الأزهر لا يجب ان يتدخل في تجديد الخطاب وباغته الزميل عمرو أديب بسؤال أذن من يجدد الخطاب؟
فقال زيدان العقل.. وأنا هنا أسأله عقل من؟ وسأله أديب من ترشح لقضية التجديد قال الدكتور محمد غنيم والدكتور مجدي يعقوب.. وهنا اسأل ما علاقة الرجلين المحترمين بقضية تجديد الخطاب الديني.. هل نحن بصدد تجديد الخطاب الطبي.. ويري زيدان أن المثقفين هم اساس عملية التجديد؟ وهل يثق المواطن المصري البسيط فمنهم من يشرب الخمر ولا يصوم رمضان وينكر السنة ويسب الدين.. ويتعامل بابتذال ومجون ويرتمي في أحضان الغانيات وللأسف من هؤلاء النوعية وصل إلي كرسي وزارة الثقافة المفترض أنها منوطة بالتنوير والوعي ومراعاة أصول وتقاليد ومبادئ وقيم وتعاليم الأديان في مصر.
أعتقد أن ما يقوله يوسف زيدان الذي يتعامل مع الدين باستخفاف وعدم الاختصاص مجرد هرطقات وخزعبلات و"طق حنك" ولا يعدو زيدان أن يكون أحد المهاويس الذين يتخذون من أهوائهم آلهة فهؤلاء لا يقلون خطورة عن الإخوان وداعش والقاعدة فجميعهم اعداء للدين الصحيح والدين الوسطي المتسامح.. هو يعتقد أنه فلتة زمانه.. وهو للأسف "غلبان" في عقله وفهمه وأفكاره المتواضعة.
أما الشيخ سالم عبدالجليل فللأسف غابت عنه الكياسة والفهم وعدم إدراك ما يحاك للوطن والأمة من مؤامرات للوقيعة والفتنة.. فالمفترض كما قال د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أنه لا حوار في العقائد ولكننا نتحاور في التعايش والمحبة ومصلحة الوطن.. فالمسلم نحترم عقيدته والمسيحي أيضاً نحترم عقيدته ولا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالتناظر في هذه الأمور لأننا نفتح أبواب الشر والشيطان والفتنة وأن هناك ربا يحاسب الجميع فلا مجال لتكفير أحد فالله هو الذي سيحاسب الجميع.. والوطن لا يتحمل نفاذ الفتن والمؤامرات وغابت الحكمة عن الدكتور سالم عبدالجليل والكياسة.. وأري أن البرامج الدينية يجب أن تركز علي الأخلاقيات التي غابت وروح المحبة والتسامح والوسطية والتعايش وقبول الآخر وسمو الأنثي والولاء والتضحية من أجل الوطن والعمل والبناء والصبر علي الشدائد والوقوف صفا واحدا أمام عتاة الإرهاب والاجرام والخيانة.
تحيا مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف