حسن الرشيدى
هل تحول الوزير مصيلحي إلي جلاد ؟!
** أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي القانون الخاص بمنح علاوة خاصة للعاملين بالدولة من غير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية بعد أن أقره مجلس النواب.. القانون يقصي بمنح علاوة خاصة شهرية بنسبة 10 في المائة من الأجر الأساسي اعتبارا من أول يوليو ..2016 فالصرف بأثر رجعي.. ولكن هل هذه العلاوة تكفي لمواجهة أعباء الحياة والغلاء في الأسعار الذي دفع الناس باستثناء الأثرياء إلي المعاناة.
صحيح ان العلاوة الجديدة تكلف خزينة الدولة حوالي 3 مليارات و200 مليون جنيه ويستفيد منها حوالي 3 ملايين موظف وعامل.. في ظل ظروف اقتصادية قاسية وتحديات جسام في الداخل والخارج.. ورغم ان غالبية المصريين يدركون معاناة الحكومة في تدبير أي زيادة جديدة في المرتبات أو العلاوات.. إلا ان غالبية المواطنين من البسطاء والفقراء وحتي الطبقة المتوسطة أصبحت تئن وتصرخ من لهيب نيران الأسعار التي لا ترحم.
في الحقيقة.. لقد غمرتنا الفرحة عندما تولي الدكتور علي مصيلحي وزارة التموين والتجارة الداخلية.. ووجد فيه البعض صورة الفارس الذي يخلصهم من غلاء الأسعار ونارها.. ولكن يبدو أن الدكتور مصيلحي خذلهم.. ولم يعد متعاطفا مع الفقراء أو المهمشين والطبقة المتوسطة.. بل تحجر قلبه وقرر رفع أسعار اللحوم والدواجن بالمجمعات الاستهلاكية فيبدو أنه خلع رداء الفارس.. وارتدي ثوب الجلاد رغم انني كنت علي ثقة في انحيازه للفقراء والمحتاجين.. فهل جنوحه لرفع الأسعار جاء جبرا؟!
الكل يدرك غلاء الأسعار التي تتزايد كل يوم بصورة تثير أوجاع الناس.. وتؤلمهم بقسوة.. وهذه الآلام لا تشكو منها الطبقات الفقيرة فحسب وانما غالبية الطبقة المتوسطة التي لم تعد قادرة علي تلبية احتياجاتها من السلع الأساسية.
في شهر رمضان الماضي.. حرم الفقراء من الياميش.. ولكن هذا العام لاشك ستحرم منه الطبقة المتوسطة.. لأنه ليس هناك "عاقل" من المنتمين للطبقة المتوسطة سيقدم علي شراء كيلو ياميش أو مكسرات يتجاوز سعره 350 جنيها.. فالاكتفاء بشم رائحة الياميش أصبح مرضيا للطبقات المتوسطة التي تآكلت بصورة تثير الخوف والفزع.. الخوف من المستقبل والفزع من المجهول.. بعد احساسنا بالأمن والاستقرار والأمل في أن القادم أفضل.
نعومة غادة .. وأرباب المعاشات !
** أشعر بالتناقض في شخصية الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي.. تقول ان الحكومة تشعر وتقدر بكل ما يعانيه أصحاب المعاشات.. وفي نفس الوقت لا تنحاز لتوفير حد أدني للحياة الكريمة لأصحاب المعاشات الذين ينتابهم الاحساس بأن الوزيرة تقف بالمرصاد ضد مصالحهم أو إصلاح أحوالهم.
الوزيرة تقول ان هناك علاوة جديدة لأصحاب المعاشات أول يوليو القادم.. ولكنها لم تفصح عن قيمة العلاوة.. رغم ان بعض المسئولين ونواباً من البرلمان أعلنوا انها ستكون 10 في المائة.
أعتقد ان الدكتورة غادة والي التي تتسم بالذكاء والقدرة علي المناورة.. يمكن ان تعبر عن انحيازها وتعاطفها مع أصحاب المعاشات بإجراء عملي.. يسجل صفحة جديدة تفتح لها أبواب المجد.. عبر نصرة أربابا المعاشات وانصافهم بعلاوة مناسبة تساعدهم نسبيا في مواجهة أعباء الحياة المتزايدة.
أعتقد ان الفرصة متاحة للدكتورة غادة والي لإصلاح صورتها في عيون أصحاب المعاشات الذين يرون انها السد المنيع لإصلاح أحوالهم.. ولكن بنعومة وذكاء.. وحلاوة اللسان وطلاوة الكلمات التي لا تنطلي علي عواجيز المعاشات الذين عاشوا أحلك اللحظات وأعظم التجارب.
أعظم الدروس من أصغر رئيس !
الرئيس الفرنسي الجديد الشاب ماكرون "39 عاما".. اختار السياسي المحافظ إدوارد فيليب "46 عاما" رئيسا للوزراء من خارج حزب الرئيس.. في خطوة جريئة لم تحدث من قبل في تاريخ فرنسا.
فالرئيس الذي ينتمي للوسط يختار يمينيا معتدلا ليثبت انحيازه لاختيار الكفاءات بغض النظر عن الانتماء الحزبي.
لا .. يا بدري الأهلي !
المدرب أو المدير الفني الكروي الحكيم.. هو الذي يتخذ قراراته بعقلانية وهدوء.. بعيدا عن الصخب أو الحديث والكلام الذي يثير أوجاع الآخرين.. أو يمس كرامتهم.. خاصة إذا كان حول لاعبي فريقه أو من كانوا زملاء له في الملعب.
حسام البدري المدير الفني للأهلي.. أري انه افتقد الحكمة والعقلانية.. عندما أثار غضب نجم مصر والأهلي عماد متعب عندما وصفه بأنه لا يمتلك أي لياقة بدنية ولمح بأنه ليست لديه القدرة علي اللعب لمدة 90 دقيقة.
عماد متعب نجم محبوب من جماهير الأهلي.. وشارك في احراز بطولات لفريقه عدة سنوات.. ومن الطبيعي أن يقل أداء أي لاعب عندما يتقدم به العمر.. ولكن لا يجوز أبدا للمدرب أن يسيء إليه أو يقلل من شأنه.
والمدرب الذكي هو الذي يتخذ قراره دون جرح مشاعر اللاعبين.. أو الآخرين.
رغم تقديري لكفاءة حسام البدري.. إلا انه في الحقيقة أحيانا يخرج عن الكياسة ويفتقد لحكمة المدرب المحنك الذي يتسم بضبط النفس داخل الملعب وخارجه.
بصراحة أشعر بأن حسام البدري يحتاج لإعادة نظر في تصرفاته وردود أفعاله.. سواء مع الحكام أو اللاعبين خاصة مع الذين تصيبهم كبوة أو أرهقتهم سنوات العمر.. ولم يعد لديهم القدرة علي الأداء بنفس المعدل السابق.
من حق المدير الفني أن يقرر الاستغناء عن النجم أو اللاعب الذي يراه غير مؤهل للاستمرار.. ولكن بهدوء وحكمة ودون إساءة تثير الغضب.
سرقة الميت .. رسالة للغاضبين و"الأندال" بالمطار
عندما تسمع أو تقرأ ان موظفا أو عاملا بالمطار سرق حافظة نقود راكب أو مسافر أو معتمر بأحد المطارات.. فإن هذا الأمر لم يعد غريبا بل عادي.. وعلي العكس أيضا هناك أمناء من العمال والموظفين الذين يعثرون علي حافظة تمتلئ بالدولارات ثم يعيدونها لأصحابها.
ولكن عندما يقوم مسئول بمطار برج العرب بسرقة معتمر بعد وفاته أثناء سفره إلي السعودية.. فإن هذه الجريمة الآثمة الغريبة تتطلب وقفة جادة وحاسمة.. لأن المسئول الحرامي لم يرحم المتوفي.. وأسرته.. وقد كشفت الكاميرات خسته ونذالته.
بعد إنهاء إجراءات سفر رجل الأعمال للأراضي المقدسة لأداء العمرة وبحوزته 10 آلاف دولار.. وافته المنية.
مسئول بمطار برج العرب.. قام بتفتيش المتوفي ليس لمعرفة بياناته.. وإنما لسرقته.. فقد دفعته الخسة والنذالة لسرقة 3 آلاف دولار و500 دولار من أموال المتوفي.. ورغم ان المسئول الحرامي يدرك ان المطار به كاميرات مراقبة.. إلا انه قد أصيب بعمي البصيرة والنسيان ولجأ لجريمته الآثمة.. ويسقط في أيدي رجال الأمن.
هذه الجريمة النكراء.. تدل علي انه مازالت هناك عناصر إجرامية.. ولصوص تعمل داخل مطاراتنا المصرية.. بل تتولي مناصب قيادية.
بصراحة.. ما حدث يؤكد ان ما يفعله رجال أمن مطار القاهرة بقيادة اللواء فهمي مجاهد مدير الأمن من إجراءات أمنية صارمة.. وما يتخذه رجال البحث الجنائي بقيادة اللواء عبدالناصر حامد مدير المباحث والعميد محمد صلاح رئيس المباحث من أعمال تفتيش وفحص وتحر عن الموظفين والعاملين داخل المطار.. اتجاه صائب ومهم لأن الموظف الحرامي أو الجشع لا يتردد أبداً في القيام بتصرف أو سلوك يهدد أمن المطار أو الطائرات.. مقابل مبالغ مالية.
هذه الجريمة الآثمة التي حدثت في مطار برج العرب.. هي جرس إنذار.. وتحذير مهم.. ومبرر قوي لإعادة النظر في بعض مسئولي المطارات المصرية.
ما حدث.. هو رسالة للغاضبين من المسئولين أو الموظفين بالمطارات الذين يبدون الاعتراض أو الامتعاض في عمليات التفتيش والفحص الدقيق.
كلام أعجبني :
لا يمكن لمعدوم الذكاء أن يراه!
"أرثر شو بنهاور"