هل اختفت أجهزة الرقابة علي تعددها وكثرتها وتنوعها واختلاف أنشطتها لمكافحة الفساد بكل أنواعه سواء كان هذا الفساد ماليا في صورة رشاوي أو اختلاس أو إهدار المال العام أم فساد إداري الذي تتضح صورته وأشكاله بصورة لا تحتاج إلي أي جهد للتأكد أن هذا الفساد تخطي الرقاب بعد أن صعد من »الركب»‬ منذ سنوات طويلة ولنا في فساد المحليات صورة لا تحتاج إلي تعليق باعتبارها نموذجا صارخا للفساد بكل أشكاله بقدر ما يحتاج إلي آليات محددة ومحكمة لمكافحته لا التندر به!.
الإجابة نعم لقد اختفت كل أجهزة الرقابة ولم نعد نسمع عنها شيئا ولا نعرف لها إن كانت مازالت قائمة تعمل لمكافحة الفساد الذي تغول وانتشر في كل مكان، أين مباحث الأموال العامة ومباحث التموين وجهاز حماية المستهلك وأين الجهاز المركزي للمحاسبات؟.. والعديد من هذه الأجهزة لا نسمع ولا نري أي جهد أو نشاط أو دور بدليل انتشار الفساد في مواقع لم نكن نسمع عنها أو كنا حتي نفكر أن يطالها الفساد سنوات طويلة وبعيدة، وعمليات الاحتكار وارتفاع الأسعار غير المبرر وطرح سلع فاسدة منتهية الصلاحية في الأسواق وعمليات حجب السلع الاستراتيجية!
الجواب بكل تأكيد هو انه يبدو ان كل الأجهزة الرقابية قد تنازلت عن القيام بأداء دورها وراحت في سبات عميق، مكتفية بدور الرقابة الإدارية فقط وهو دور رائع ووطني ونموذج في كيفية تحمل المسئولية الوطنية من أجل الحفاظ علي الدولة بكل عناصرها.