الوفد
عباس الطرابيلى
مصر غدًا.. على لسان الرئيس
الصورة وردية، على صفحات الصحف الرسمية، ولكنها ليست كذلك على أرض الواقع.. حقيقة هذه الصورة تعطى أملاً عظيمًا فى المستقبل.. وهى كذلك فعلاً.. ذلك أننا توقفنا عن أى عمل جاد على مدى السنوات الأخيرة من حكم الرئيس مبارك ثم سنوات الضياع ما بين ثورة يناير وما بعد ثورة يونية. ولكن صدمة تعويم الجنيه كانت أكبر من أن يتحملها الناس.. وإن كان ذلك يتبع أسلوب الصدمات.. حتى نفوق من أحلام اليقظة عند الذين توقعوا أن تتحسن الأوضاع.. بمجرد الثورة.. ونسوا أن ذلك يحتاج لسنوات عديدة.. بعضها لامتصاص صدمات التأخر.. وأكثرها لأننا نتعجل الأمور.. أى نطلب النتائج قبل العمل.. وهذا هو الخطأ الذى يجب أن يعرفه الناس، كل الناس.
نعم:هناك تحسن واضح فى الوضع المالى للدولة.. ولكنه ليس كذلك فى الوضع المالى للناس. والشعب يرى ويقرأ عن مشروعات عملاقة - أرى فيها كل الخير - للناس. ولكن هذا لن يتحقق إلا بعد فترة طويلة.. وحسب قدرتنا على تحمل نتائجه.. وأخطرها الآن هذا الغلاء، الذى لم يتعوده الناس.
<< وربما أرى «ثورة» الرئيس السيسى، أو غضبته الشديدة على لصوص الأراضى وعصابات وضع اليد.. ولكن هل كان الرئيس ينتظر ما قاله الصعيدى الفصيح الحاج حمام، فى الصعيد.. أم كان الرئيس ينتظر «الواقعة» أو «القشة» التى يجب أن يستند إليها ليوجه ضربته إلى واحدة من أهم قلاع الفساد.. وهى مافيا وضع اليد على أرض الدولة. وإذا كان سعد زغلول باشا كان ينتظر «الواقعة» لتبدأ الثورة الحقيقية عام 1919.. فإن الرئيس السيسى كان بالفعل ينتظر «واقعة جديدة» على لسان الحاج حمام ليعلن الحرب على مافيا أو لصوص الأراضى.. والتى أعطى أوامره بأن تقدم القوات المسلحة، والشرطة «التمام» بإعادتها لكل هذه الأراضى المسلوبة، ومتى؟.. آخر شهر مايو الحالى.
<< وأنا أؤمن بإنسانية الرئيس السيسى.. ويزداد إيمانى أكثر كلما رأيته وبالذات فى الأيام الأخيرة.. ولذلك أستبشر خيرًا بما صرح به لرؤساء تحرير الصحف الرسمية عن إجراءات حمائية جديدة - خلال أسابيع - لمصلحة الطبقة المتوسطة.. ومحدودى الدخل. وهذا ما يهمنى بالدرجة الأولى. وليست لتصريحات الرئيس السيسى الأخيرة أى علاقة بقرب الانتخابات الرئاسية وربما أيضا المحلية.. بل أراها بداية يجب أن تستمر أى أن يعرف الشعب كل ما يجرى.. ليس فقط حتى لا يفاجأ بأى قرارات.. ولكن ليعرف أن الدولة لا تنام. ولذلك يصر الرئيس فى كل الاجتماعات على أن يناشد المسئولين بأن يقولوا للناس الحقيقة. وتحولت هذه المناشدة - فى الأيام الأخيرة - إلى أوامر وطلبات.. فقد بلغت الروح الحناجر. وزاد القلق من تدهور الأمور تحت ضربات الغلاء.. بل أرى أن الأمور باتت «تهدد الأمن القومى الداخلى» وهذا ما يسعى له كل من يخطط لضرب مصر وتهديد استقرارها. بل باتت كلها تتحدث عن أحلام الإرهابيين بضرب الدولة والوطن نفسه.. فى مقتل.
<< وشدتنى كذلك المحاولات الجادة لتوصيل المشروعات الجديدة: خدمية وانتاجية، إلى عمق الصعيد الجوانى.. حيث القرى الأكثر فقرًا.. بل حيث أخطر البؤر التى يكمن فيها الإرهابيون.
وأرى أن هذه الحوارات تقدم للشعب برنامجًا متكاملاً للنهضة.. ولكن قبل أى شئ يجب أن يعرف الكل كيف كانت مصر.. ثم كيف ستصبح إن شاء الله، ولكن مع بعض الصبر الذى لن يطول إلى عام أو عامين.
<< قولوا: إن شاء الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف