الوفد
أحمد بكير
تفاهات يوسف زيدان
كلام


التاريخ لا تدخل خزائنه إلا الحقائق.. وقد حسم التاريخ حكمه على صلاح الدين الأيوبى، وأكد أنه بطل منتصر، قهر الصليبيين، وحرر بيت المقدس بعد اغتصاب.. ورغم ذلك يظهر كل فترة من يتطاول على البطل «التاريخى»، ويحاول تشويه صورته بزعم التنوير وإظهار الحقيقة.. ومن هؤلاء الكاتب يوسف زيدان الذى دأب منذ أن أطلَّ على المجتمع من خلال الفضائيات على تناول سيرة البطل صلاح الدين بغير موضوعية أو حياد.. وينبش يوسف زيدان فى كناسة التاريخ وزبالته، بحثًا عما يسىء إلى شخص صلاح الدين، وتشويه صورته المستقرة فى وجدان وذاكرة الإنسانية والتاريخ.
ويوسف زيدان، وهو يفعل ذلك لأهدافه، يعلم تمامًا أنه ليس بالضرورة أن يحمل سلاحًا ليقتل، بل يكفيه قلم أو لسان يُطلق منه سمومه لتحقيق هدفه، لكنه فى ذات الوقت قد جهل أن لسانه أو قلمه لن يستطيع أن يقتل بطلاً وقائدًا شجاعًا كصلاح الدين الأيوبى، لأن التاريخ حصنه فى ذاكرته منذ زمن.
ولم يكن يوسف زيدان أول من تطاول على البطل التاريخى صلاح الدين الأيوبى، ويصفه بأنه أحقر شخصية فى التاريخ الإنسانى، بل سبقه كثيرون على مدار قرون مضت، حاولوا تلويث سيرة البطل، وتشويه صورته، لكنهم ذهبوا وبقى البطل محصنًا بما سطره له التاريخ من وقائع أكدت شجاعته وإنسانيته.. ولم يكن يوسف زيدان آخر المحاولين، فما دام الهدف لم يتحقق بتشويه وخلخلة ثوابت فكرية عن الأبطال فسيخرج علينا آخرون يحاولون تنفيذ المهمة.. ومن الذين حاولوا النيل من سيرة صلاح الدين الأيوبى شخص يُدعى أحمد راسم النفيس، وهو شيعى مصرى، وصف صلاح الدين بأنه دمَّر مصر كلها، وأن الاستيطان اليهودى فى القدس بدأ فى عهده!!
ومثله الكاتب السورى «الشيعى» نضال نعيسة، يصف صلاح الدين الأيوبى بأنه مجرم حرب وهمجى وبربرى وجرائمه لا تقل عن جرائم التتار.. ولعل فى مقدمة وأهم من حاولوا النيل من سيرة البطل الناصر صلاح الدين، يأتى الكاتب اللبنانى «الشيعى» حسن الأمين محاولاً تشويه صورة البطل، ولم يستطع إخفاء كراهيته لأنه أنهى على المذهب الشيعى والدولة الفاطمية فى مصر، وقد أصدر كتابًا له بعنوان (صلاح الدين بين العباسيين والفاطميين) بذل فيه الجهد الجهيد ليثبت بهواه أن صلاح الدين تصالح مع الصليبيين وتنازل عن مبادئه واستسلم لهم. وقسم البلاد وورثها لأبنائه. وهدم أهرامات الجيزة ليبنى قلعته عند سفح جبل المقطم فى القاهرة.
الحملة على الرموز مستمرة، يشارك فيها اعلاميون مثل يوسف الحسينى الذى يرى أن صلاح الدين «بهدل» مصر. ويشارك فيها صحف وقنوات فضائية، وفى اطار تلك الحملة يطل علينا يوسف زيدان كل فترة بتفاهاته، محاولاً التشويه، فيصف البطلين سيف الدين قطز، والظاهر بيبرس بأنهما سفاحان حقيران، بل يطعن فى حادثة «المعراج» وينكرها.. فى الوقت الذى يثبت متخصصون غربيون عظمة صلاح الدين، ويضيفون للمكتبة صفحات مثبتة تؤكد بطولته ونبله وشهامته.. ومنهم السير هاملتون جب الذى يقول إن «عظمة صلاح الدين لا تتجلى فقط فى نجاحه فى تحرير القدس، وإنما فى المثاليات التى كان يؤمن بها».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف