الوفد
علاء عريبى
مصر وتفشى الكوليرا باليمن
المفترض ألا تتخلى مصر عن أولادنا وأشقائنا فى اليمن، ليس من المقبول أن نترك الأمراض تقتلهم تحت زعم الحرب المذهبية، وليس من العقل أن تستمر هذه الحرب لأكثر من ذلك، فقد دمرت المدن والقرى، وقتلت وشردت آلاف الأسر، مصر يجب أن تعمل على حسم هذه الحروب، والعمل على إنقاذ أهالينا الذين يموتون تحت القصف وبسبب الجوع ولانتشار الأمراض.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» أعلنت صباح أمس وصول حالات الوفاة بوباء الكوليرا إلى 209 حالات، وحتى أمس أيضا تم تسجيل أكثر من 17 ألفًا و200 حالة إصابة بوباء الكوليرا، وقد سبق وأعلنت وزارة الصحة فى حكومة الحوثى صالح حالة الطوارئ فى العاصمة صنعاء، والتقارير التى تصلنا من داخل اليمن تؤكد أن المستشفيات لا تمتلك الأدوية الكافية لمجابهة هذا الوباء، وقال دومينيك ستيلهارت، مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فى مؤتمر صحفى فى صنعاء: نحن نواجه الآن انتشارًا خطيرًا للمرض، ازدحمت المستشفيات بالمرضى، وافترشوا الأرض بسبب قلة الأسرة. وقد أنهك البلاد الجوع والحرب، ولا يستطيع معظم السكان الوصول إلى مصدر آمن لمياه الشرب، بحسب ما تقوله الأمم المتحدة، مما أدى إلى انتشار المرض بسرعة.
الحكومة المصرية مطالبة بنقل أدوية وأطباء بشكل سريع إلى اليمن الشقيق والمشاركة فى مواجهة انتشار هذا الوباء القاتل بين أولادنا وأخوتنا اليمنيين، هذا الوباء لا يميز بين الديانات ولا المذاهب ولا بين الأيديولوجيات، يفتك فى المسيحى واليهودى والبوذى والمسلم، ويقتل الشيعى والسني، ويفترس الموالى للحوثيين والمساند للسعودية.
نحن على أبواب الشهر الكريم أعاده الله على العرب جميعا بالخير والسلام، ومن المنطقى أن يتوقف القذف والغارات، ومصر مطالبة بإنقاذ هذا الشعب الفقير من القتل تحت القنابل أو بسبب الجوع أو بسبب المرض، فما الذى جناه الأطفال والنساء والمسنون لكى يموتوا جوعا أو بقنابل وصواريخ تتساقط عليهم من السماء، ما الذى سيعود على العرب من إبادة هذا الشعب الفقير؟، ما الذى سيكسبه العرب من قتل الأطفال والشيوخ والنساء والشباب؟، ما الذى يستفيدونه من تدمير المدن والقرى والبنية التحتية؟، ما العائد من تدمير حضارة تعود لآلاف السنين، وإبادة شعب لأن نسبة منه تتبع مذهبًا مخالفًا لجارتها؟، لماذا نقتل بعضنا البعض لأسباب واهية؟، من المستفيد من هذه الحروب التى تنفق عليها مليارات من الدولارات؟.
نناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى سحب قواتنا والعمل على مناشدة العالم لإنقاذ أولادنا فى اليمن من الوباء والفقر والتشرد والموت فى الطرقات وتحت الأنقاض، كما نطالبه بأن تبدأ مصر وبأقصى سرعة فى نقل الأدوية والأطعمة والمياه النقية إلى المناطق المنكوبة فى اليمن، كان سنيًّا أو شيعيًّا، مسيحيًّا أو يهوديًّا، حوثيًّا أو سعوديًّا، فهم فى النهاية أهالينا، ليس من قيم ولا أخلاق مصر أن تقتل أو تعاقب إنسانًا لمجرد أنه يختلف عنها فى الديانة أو المذهب أو الأيديولوجية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف