خلق الله الإنسان ليشقي مهما بلغت ثروته ومهما ظهرت صحته ومهما ارتفع في منصبه وليس الشقاء في هذا فقط بل امتد مدي حياته مروراً بكبر السن ونهاية بضمة القبر ونهايته "إما جنة أو نار" نعم صراع الحياة منذ خلق الإنسان حتي الممات قال تعالي في سورة البلد - آية "4" "لقد خلقنا الإنسان في كبد". أي في تعب فهل الحياة تستحق كل هذا العناء وهذا الصراع.
فدائماً نجد الإنسان ينظر إلي ما في يد غيره إذا كان مالا أو ولدا أو منصبا وهي زينة الحياة الدنيا ولا يدري أن صاحبه مبتلي في أمور كثيرة من أمور الحياة ونسي أن الله تعالي تباركت اسماؤه ضمنها الحكم - العدل.. بمعني أن كل إنسان أخذ حقه من المولي عز وجل مائة في المائة يعني من لديه المال تجد موازيا له أمراض ومشاكل يصعب حلها.
ولنتذكر قصة الرجل الذي رأي بعينه القصور والفيلات وقال اين نحن حين وزعت هذه الثروات فأخذه صاحبه في زيارة الي أحد المستشفيات وقال له : أين نحن حينما أصيبوا بهذه الأمراض؟!
هذه عادة البشر لا أحد يعجبه الواقع الذي يعيشه وهو لا يدري أن هناك المئات التي تحسده علي عيشته.. ولو كل منا تذكر أنه يوجد من هو أشقي منه في الحياة لظل مبتسما رغم أي صعوبات تواجهه. نعم لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع.. ولو علمتم كيف يدبر الله عز وجل شأنه أمور العباد لذابت قلوبكم في محبته ولكن للأسف الإنسان تجذبه مغريات الحياة الدنيا ونسي أو تناسي أن الآخرة خير وابقي.
ونري بأم أعيننا الصراع في الحياة لكسب المناصب ولا نعلم أنها مسئولية كبيرة أمام الله عز وجل كل يريد تغيير رئيسه في العمل ولا يدري من هو القادم هل أفضل أم أسوأ.
فيا بن آدم دع الأقدار تجري في اعنتها ولا تتبين إلا خال البالي فبين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلي حال.. نعم يعيش مطمئنا من له أب فكيف حال من له رب.. فقط عش حياتك "ثق في الله".