المساء
سمير الجمل
بالأمارة .. مصر كانت علي "المحارة"!!
** الناس في ضيق من أحوالها وأنت وقلة من أمثالك في خندق المتفائلين.. بأمارة إيه يا أستاذ؟!!
* بالأمارة.. مصر كانت علي "المحارة".. والحمد للَّه أننا وجدنا فيها الأعمدة الأساسية لا تزال قائمة وعفية.. رغم محاولات أولاد الحرام. وعصابات الشر أن تنسف هذه الأعمدة نسفاً.. فشلوا في قطع الحبل السُّـرِّي بين الشعب وجيشه.. وإفساد ذات البين مع الشرطة.. وهدم مؤسسة القضاء.. والتطاول علي أزهرنا الشريف.. وكنيستنا العريقة.. جري كل هذا في ظل نظام سابق أصابه الكبر والترهل والجمود.. والأدهي والأمَّر أنه ترك ثروات البلد نهيبة لشلة من الكبار.. أصحاب المصالح العليا علي حساب شعب مسكين تحول إلي خادم في بلاط السلطان ومحاسيبه.. وسخَّروا في ذلك الإعلام. وضحكوا علي عقولنا بفُتات كانوا يرمونها إلينا من باب الحسنة. لا أكثر.. مع أن المال مالنا.. والبلد بلدنا.. حتي صرنا فيها من الغرباء.. ليلنا كنهارنا. وطولنا مثل عرضنا.. تحكموا في كل شيء.. واحتلوا منابع النفوذ والجاه والأبهة.. هم ومن سار في ركابهم من شلل النفاق والأقزام. وأرباب المنافع.. حتي إذا وقعت الواعقة في 2011 انكشف كل شيء وبان.. وظهر أن مصرنا علي المحارة. تركوها بلا أبواب أو شبابيك. أو مياه أو كهرباء.. وجاء من يحاول جاهداً مخلصاً أن يعمل لأجلها بلا شلة أو محاسيب. وبدأ المشهد بأن أخرج ما في جيبه ومحفظته من ماله الخاص. يضعه في حساب مال الشعب. في إشارة إلي أن لحظة استعدال المايلة قد بدأت من أكبر رأس إلي أصغر مواطن علي أرضنا.. ثم توالت الرشارات.. مرة في صورة إنسانية بالتعاطف مع الغلابة فعلاً. وليس قولاً.. ومرات أخري في مشاريع لبناء محطات كهرباء حديثة.. بعد أن بلغنا درجة العودة إلي لمبة الجاز. نتيجة انهيار المحطات القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب. لغياب الصيانة والإهمال.. ثم بدت الطرق في أغلبها مجرد مدقات. فيها من الحفر والمطبات أكثر مما فيها مما يؤهلها لتصل بين البلاد وبعضها. وتسهل أمور الناس.. واكتشفنا أن أغلب المحافظات البعيدة مقطوعة الصلة بالوطن الأم.. وكانت سيناء في المقدمة.. معزولة تماماً في حالة طلاق عن سائر البلد. كأنها ليست منا. ولا نحن منها. رغم كل ما دفعنا فيها من المهر الغالي بالدم والمال والرجال.. وها هي بالكباري.. والأنفاق العملاقة.. تعود إلينا. ونعود إليها نزرعها بالناس. وهم أقوي حوائط الصد ضد عدو يتربص بنا. وينغص علينا حياتنا مهما حاول أن يتمسكن. وأن يدعي بأنه يبغي السلام.
كان المواطن أرخص سلعة.. وقد نهشت فيه الأمراض وحاصره الفقر والجهل والعشوائية. ولم يجد من يحنو عليه.. حتي جاء من يقف معه في خندق محاربة فيروس "سي" وأجاع الكبد والقلب والحروق بالمجان في العاصمة.. ومحافظات بحري وقبلي.
اشتغلت الرقابة. فظهر كبار الحرامية. حتي لو كان وزيراً في الحكومة. أو في سلك القضاء.. فلا تستر علي فاسد. وتحرك الرئيس بين الناس.. هم يتكلمون وهو يسمع.. يقف الشاب ينتقد المحافظ.. ويقف الحاج حمام ويشرح ويطالب بحقه.. علي رءوس الأشهاد. لا يمنعه حارس.. ولا يبعده مسئول.. ثم يقول الرئيس علناً أمام الجميع.. كلنا في خدمة المواطن. فلا تهملوا حقوق الوطن وأرضه وماله.. لأن مصر ليست "طابونة" أو نهيبة.. ولن نتركها مرة أخري علي المحارة.. هاهي تنفض عن نفسها غبار سنوات التراجع.. تبني موانيها. وتؤسس لتعليم صحيح.. وتحارب العشوائية في كل شيء مع رئيس يراهن علي شعبيته بقرارات قد تكون مؤلمة.. لكنها ضرورة لإصلاح تراكمات قديمة ومتوارثة. ولأنه عفيف. وليس من النوع الذي يتهرب من مسئولياته ويلقيها علي غيره. لتجميل وجهه أمام الناس.. فمن تعوَّد علي المصارحة.. والتصدي والمقاومة. لا يحتاج إلي المناورة واللف والدوران.. البلد علي المحارة.. مدوا أيديكم وقلوبكم وضمائركم.. وبسم اللَّه.. دقت ساعة العمل أيها العاطل والمتكاسل. والمتآمر والمتخاذل.. فلا تترك رئيسك وحده في الميدان مع قلة من شرفاء التعمير والتدبير. والنظر إلي الأمام لسنوات من أجل الأولاد والأحفاد.. وتحملوا جميعاً فاتورة الإصلاح الحقيقي الذي يبدأ علي نظافة.. فلا يوجد الإنسان الضعيف. ولكن يوجد من يجهل مواطن قوته.. ومصرنا ميزها اللَّه سبحانه وتعالي بكل ما هو جميل دينياً ودنيوياً. وهو حارسها وحاميها وراعيها بفضله وكرمه.. ولا تفقد صبرك.. فالأشياء لا تأتي إلا بعد صبر جميل.. ولا تنتظر من غيرك أن يلوّن حياتك. فقد تكتشف أنه لا يحمل في يده سوي القلم الأسود.. والحمد لله أن وهبنا هذا الرجل الذي غيَّر موازين المنطقة بأكملها. وهو يتحدي بالخُلق الكريم.. الفئة الضالة في الداخل والخارج بالخُلق الحسن.. لكن إياك من شر الحليم إذا غضب!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف