المساء
نبيل فكرى
الإنجاز "الفكهاني"!
قاربت المهندسة نادية عبده علي المائة يوم. محافظاً للبحيرة. منذ أن تولت المسئولية خلفاً للدكتور محمد علي سلطان. الذي ذهب إلي الإسكندرية. وطوال تلك الفترة. ليس بإمكان البحيرة أن تباهي بإنجاز تحقق علي أرض الواقع. سوي أننا البلد التي شهدت تولي أول امرأة في تاريخ مصر هذا المنصب. وعلي مدار التسعين يوماً التي مضت. تهافت علي ديوان المحافظة. المهنئون والمحاورون وحاملو الأوسمة والنياشين. كعادة كل شيء في مصر.. نكرم غالباً في البدايات. فلا أحد هنا نكرمه بعد أن يمضي.. ربما لأنه لا أحد يفعل شيئاً. فقد كرمها المجلس القومي للمرأة وجامعة القاهرة. والكثير من الجهات.. فقط لأنها أول سيدة تولت. ولم ينتظر أحد ليكرم أول سيدة أنجزت.
يحفظ أهل البحيرة للمهندسة المحافظة. إنجازين هامين. الأول ما قالته بعد زيارتها للمعهد القومي بدمنهور. من أن "كل العيانين تمام". والثاني فاصل التوبيخ الذي كان من نصيب "فكهاني" لأنه تجرأ وقال للمهندسة المحافظة عن أسعار بضاعته. وكأنه يزرعها في دكانه. أو كأنها لا تعيش بيننا. فهي وحدها من تعرف أن الموز من الممكن أن يباع بسبعة جنيهات. والتفاح بـ 12. والطماطم في عز جنونها وتخطيها العشرة. قالت المحافظة إنها بأربعة. وكم نتمني أن تكون تلك الأرقام حقيقية. لكن الواقع يقول إنها لا تشتري. ولا تعرف شيئاً عن الأسعار.
البحيرة لم يتغير فيها شيء. باستثناء الكوبري الذي تم تشغيله بعد قرابة أربع سنوات من العمل. وبعد تحديد خمسة مواعيد.. يعني الكوبري كان في "النزع الأخير". وأيضاً افتتحت الصيدلية المجانية بمبني المحافظة التي أسسها الدكتور سلطان. وخلاف ذلك. فلا جديد. ولا يبدو في الأفق أن هناك جديداً في الطريق.
يوم تولت المهندسة نادية عبده المسئولية. كتبت هنا. أطلب منها أن تفتح ملف المياه والصرف الصحي.. أن تفتحه "بجد" وليس علي الورق. ولا في الخطط الخمسية والعشرينية. وكتبت أن هناك قري لا تشرب الماء من سنوات. واليوم. كل ما حدث أن قري جديدة انضمت إلي قائمة العطش. وها هو الصيف علي الأبواب.. الصيف الذي راهنوا ألا يأتي. لينسي الناس الماء. وليتهم يستطيعون.
منذ أن كانت المهندسة نادية عبده نائباً للمحافظ. تحدثت معها في أمر عدم وصول المياه إلي بعض القري. وانقطاعها التام عن أهلنا في العديد من العزب. وحملت البشري بالمحطات الجاهزة التي سيتم تركيبها في عدة شهور. لتنهي الأزمة من جذورها. ومضت الأيام دون جديد. وللآن. هناك تجمعات سكانية لا تصلها المياه. ووصل الحال ببعضها أن المياه لم تصل إليها منذ خمس وعشر سنوات.. يحدث ذلك. ونائبة المحافظ. التي أصبحت المحافظ. كانت رئيسة لشركة مياه الشرب بالإسكندرية. والمفترض أنها خبيرة في هذا القطاع. ولديها من المعرفة والآليات. ما يمكنها من الحل. وإلا ماذا تفعل في ملفات التعليم والصحة والاستثمار وغيرها.
أعيش في دمنهور. وليس بإمكان أحد أن يدعي أنني أكتب عما لا أعلم. ونحن من يدعو الله أن تنجح نادية عبده. لأننا أحوج الناس إلي نجاحها. لكن المشكلة. أن الأمور تمضي علي ذات الوتيرة.. تمضي بالطريقة المصرية المتوارثة.. لا شيء سوي ما قد علمنا.. لا شيء سوي ما نري كل يوم. ولا إنجاز إلا علي الورق. وربما قريباً لن نجد حتي الورق.
** ما قبل الصباح:
ـ ليس عيباً أبداً أن تكون المحافظة من رموز الحزب الوطني.. والله "اشتقنا له".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف