المساء
محمود عبد الكريم
من الذي يسيطر علي الشارع المصري؟
بكل صراحة ووضوح البلطجية هم المسيطرون!
وإذا أردنا التخفيف نقول إن من يملك القوة في الشارع المصري يسيطر عليه. بعد أن اختفي دور المحليات وقررت التقوقع بعيداً عن المشاكل والصدام مع سادة الشارع الجدد. ففي شارع زكريا أحمد الذي كان مزيناً بموقع دار التحرير فيما مضي لم يكتف أصحاب متاجر الأدوات الكهربائية بمنع أحد غيرهم من الوقوف بسيارته في الشارع بل إن أحدهم جاء بثلاثة براميل ضخمة وصب بداخلها صبة أسمنتية مسلحة علي مساحة طولها يقترب من 20 متراً والأنكي أن البراميل ليست علي الرصيف بل وسط الشارع وبعيداً عن قبح المنظر وابتعاده عن الشكل الحضاري القديم للقاهرة التي كانت يوماً ما أجمل عواصم العالم فإن صاحب المتجر أتي بكل طمأنينة بالأسمنت والزلط والعمال وأغلق الشارع ليخلط مكوناتها ويصبها بكل هدوء وطمأنينة وكأنه في صحراء نائية وليس في شارع زكريا أحمد في قلب العاصمة معلناً أنه لا يخاف من القانون أو من أولئك الذين وضعوه أو حتي الذين يطبقونه!
ما يحدث في هذا الشارع لا يقارن بما يفعله بلطجية الشوارع الذين يجب أن تدفع لهم كي تتمكن من ترك سيارتك بالشارع وهم لا يرضون بما قد تجود به من إتاوة فرضوها عليك بل يحددون سعراً لهذه الإتاوة ويجب أن تدفعها وإلا رأيت الجانب المظلم من شخصيتهم الإجرامية وهذه الإتاوة ترتفع كل فترة إلي أن وصلت في بعض الأماكن إلي 10 جنيهات. فإذا كان صاحب السيارة عليه أن يقضي "ثلاثة مشاوير" في اليوم فعليه أن يدفع لأولئك البلطجية يومياً ما بين 20 و30 جنيهاً تذهب في نهاية اليوم إلي جيب تجار المخدرات الذين يديرون شبكة البلطجة في مصر كلها.
الشارع المصري خاصة في القاهرة باعتبارها العاصمة يحتاج إلي ضبط وربط وشدة في تطبيق القانون بعد أن ارتكن رؤساء الأحياء إلي الهدوء وعدم إثارة المشاكل مع المخالفين والبلطجية وتركوا الشارع لمن يستطيع أن يسيطر حتي المساجد السلفية دخلت في اللعبة وقررت فرض سطوتها ونطحت القانون والذوق العام برأسها وأغلقت الشوارع وإذا أردت صورة واضحة لهذه البلطجة فإن زيارة سريعة لشارع محمود فهمي المعماري وميدان طور سيناء سوف تثبت لك أن الشارع والميدان وما حولهما يسيطر عليه السلفيون الوهابيون الذين يحولون المنطقة في أيام بعينها إلي مشكلة مرورية حقيقية بعد أن أغلقوا الشوارع الجانبية بأعمدة الحديد دون سند من القانون. ويزيد الطين بلة أن مصنعاً لصناعة الأحذية يضم حوالي مائة عامل بدأ نشاطه في إحدي العمارات السكنية في نفس الشارع ورئيس الحي يبدو أنه سعيد بكل هذه المخالفات!!
وإذا كان رئيس الحي لا يبالي فأين السيد المحافظ أو أن الحر الشديد جعلهما يؤثران السلامة ولا يخرجان من الغرف المكيفة التي يسدد فواتيرها الشعب المحترق بالأسعار والفوضي والبلطجة
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف