المساء
مؤمن الهباء
محطات للتأمل
تحولت أزمة الشيخ سالم عبدالجليل إلي قضية جدلية. لا مخرج منها.. ولن تصل إلي شاطئ الأمان.. وكلما اتسع نطاق الجدل. ازدادت الحساسيات. ودخلت أطراف وفئات لها فهمها وأهدافها ومصالحها الخاصة.. وعلي مدي الأيام القليلة الماضية. كثر المؤيدون والمعارضون.. وكثرت البيانات المتضاربة بين الجبهات والائتلافات.. واتسعت رقعة الخلاف بين من يدعم الشيخ سالم. ومن يطالب باغتياله معنوياً وتوقيع أقصي عقوبة عليه.. ووصل الانقسام إلي الطرف المسيحي.. هناك من نظر إلي القضية نظرة موضوعية. في إطار ما عُرفَ عن الرجل من اعتدال وتسامح. وهناك من وجدها فرصة للتعميم والانتقام.. وطرحت بعض الأصوات المسيحية في مجلس النواب عدم الاكتفاء بمحاكمة الشيخ سالم بتهمة ازدراء الأديان. وإنما بتهمة تهديد الأمن القومي والسلام الاجتماعي والوحدة الوطنية "مثل الإرهابيين".. ودعت النائبة نادية هنري إلي تجريم ومعاقبة كل من يتلفظ بكلمات من قبيل "كافر" و"مرتد".. ولا أدري إن كانت النائبة تعلم أو لا تعلم أن هذه مفردات قرآنية يتلفظ بها الناس. أرادت أم لم تُرد؟!!
هل رأيتم إلي أين وصلت بنا هوجة الفتنة؟!.. وهل إخواننا الإعلاميون الذين تاجروا بها ونفخوا فيها سعداء اليوم؟!!
* * *
هناك كلام كثير ليس في الفضاء الإعلامي. ليس له أي أهمية.. اللهم إلا إشعال الفتن. وشغل الناس عن قضاياهم الحقيقية. التي يجب التركيز فيها.. وهناك كلام آخر يظهر بسرعة ويختفي بسرعة. دون أي ردود فعل رغم أنه يستحق كل الاهتمام.
من أمثلة هذا الكلام المهم ما نشرته صحيفة "الشروق" يوم السبت الماضي. عن مافيا تجارة الدم في عدد من المستشفيات الخاصة.. واستغلال حاجة الشباب للحصول علي دمائهم. مقابل مبالغ مالية "بخسة".. ومن غير إجراء تحاليل علي الضحايا. للتأكد من صلاحية الدم المأخوذ منهم.. أليست هذه الكارثة كاشفة عن المدي الذي أوصلتنا إليه السياسات الاقتصادية الحالية؟!!
ومن أمثلة الكلام المهم الحوار الذي نشرته "المصري اليوم" الإثنين الماضي. مع الدكتور رمضان أبوالعلا. خبير البترول. الحاصل علي جائزة الدولة.. والذي أكد فيه أن ترسيم الحدود البحرية مع قبرص أضاع حقوقنا في الغاز.. وأن جبل أراتوستينس الذي انتقل إلي قبرص. بمقتضي اتفاقية ترسيم الحدود. تبلغ عائداته السنوية 200 مليار دولار. ولا يقل في أهميته الاستراتيجية عن جزيرتي "تيران وصنافير".. وقد ذكر الرجل أنه قدم تقريراً للجهات المسئولة حول هذا الأمر. وأنه يناضل منذ أكثر من 5 سنوات حتي تحصل مصر علي حقوقها في حقول البحر المتوسط.
من الكلام المهم أيضاً ما نشرته بعض الصحف الأجنبية عن رشاوي سجائر الـ"مارلبورو" التي يطلبها بعض العاملين في قناة السويس من السفن والناقلات المارة.. وقد أساءوا بذلك إساءة بالغة إلي بلدهم. وقناتهم.. التي صار البعض يطلق عليها "قناة المارلبورو".
هل هذه القضايا هي التي تستحق الاهتمام. أم الانشغال بالتكفير وقوانين تجريم فسخ الخطوبة. وإنجاب أكثر من 3 أولاد؟!!
دائماً ما يمتعنا الأديب والناقد الكبير محمد جبريل بالجديد المدهش في صفحته بـ"المساء الأسبوعية" كل سبت.. ويوم السبت الماضي توقف أمام ظاهرة "المال يشتري الموهبة". حيث تظهر علي الساحة أسماء تملك المال والنفوذ. وتسطو بهما علي إبداع أدباء حقيقيين. تضطرهم الحاجة إلي بيع إبداعهم الأدبي. والانزواء بعيداً عن الأضواء.. وفي مقدمة من اشتروا المواهب بهذا الشكل. بعض الزعمال العرب وأثرياء الخليج.. وهناك حكايات كثيرة عن شاعرات وقاصات وناقدات يكتب لهن وليس لهن علاقة بما وضعت عليه أسماؤهن.. صحيح الحاجة مرة.
* * *
صدق أو لا تصدق.. نائب رئيس جنوب أفريقيا كيريل رامافوسا. أعلن الإضراب عن الطعام يوماً واحداً. تضامناً مع الأسري الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل.
صح النوم يا عرب.
* * *
.. وصدق أو لا تصدق.. أظهرت إحصائية التضامن الاجتماعي أن اختيار اسم "دونالد" للمواليد الجدد شهد تراجعاً غير مسبوق خلال العام الماضي. بعد ظهور الرئيس دونالد ترامب علي الساحة السياسية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف