الأخبار
جلال دويدار
اتقوا الله في وطنكم يا دعاة الفتنة والفرقة
كل إنسان محكوم بفعله وفكره وتقديره للأمور بما يتفق ويتوافق مع الصالح العام وصالح الوطن الذي هو صالحه.. في هذا الاطار فإنه مطالب بالحرص علي تجنب كل ما يثير الفتنة ولا يخدم قضية سواء كانت دينية أو دنيوية.
لابد من مراعاة ومواءمة الظروف.. والتوقيت عند ابداء الرأي في قضايا يمكن ان يترتب عليها مشكلة أو أزمة للمجتمع بما يؤدي إلي هز أمن واستقرار المجتمع الذي نعيش فيه.
ما اقوله ينطبق علي تورط الشيخ سالم عبد الجليل فيما ذكره بشأن التابعين لأديان سماوية أخري. ما قاله افتقد للحكمة الواجبة في التعامل مع مثل هذه الامور. لا يمكن النظر لما اقدم عليه بأنه يخدم الدين الاسلامي خاصة في هذا الوقت العصيب الذي يتكالب فيه الاعداء علي مهاجمته وتشويهه. إن ما يتم الدعوة إليه لا يتفق مع تعاليم ديننا العظيم في روحه وجوهره ومبادئه القائمة علي السماحة والمعايشة السلمية بين الاجناس والاعراق.
ما يحدث يشير إلي أن هناك توافقا وتحالفا علي الإضرار بالدين الحنيف.. بين هؤلاء الدعاة وهؤلاء الأعداء.. لاثارة الفتن في الاوطان بجهالة أو بسوء نية. في نفس الوقت فإن ما يجري يشير إلي أنه ليس هناك إدراك بخطورة الآراء والتفسيرات التي يتم اطلاقها. ليس خافيا أنه يتم استغلالها لاستقطاب المؤيدين والداعمين لجماعات الارهاب التي تشوه الإسلام وتروع حياة الآمنين في الوطن الواحد.
الغريب والمثير أن تصدمنا وتفاجئنا الدعوة السلفية التي تتواجد علي الساحة السياسية برافد حزبي سياسي.. ببيان غريب. هذا البيان عبّر عن مساندة هذه الجماعة لما حدث من تجاوز مناقض للصالح الوطني. هذا الموقف الذي يتسم بالتطرف الديني غير المسئول يمكن أن يكون مبررا للمطالبات التي تدعو بالا يكون لهم وجود ضمن المنظومة السياسية.
هذا الرفض لموقفهم يستند إلي التجربة المريرة التي تعرضت لها الدولة المصرية واستهدفت دمارها وتخريبها.. علي يدجماعة الارهاب الاخواني. علي ضوء هذه التجربة كان من المفروض ان تكون هذه الجماعة السلفية عنصرا للتهدئة والتآخي في الوطن الواحد. وألا تكون عامل فرقة وشقاق وتطاحن. التصدي لهذه التوجهات المتطرفة ضروري وحتمي في هذا الوقت الذي يواجه فيه ابناؤنا فيالقوات المسلحة والشرطة عصابات الإرهاب. إنهم يقدمون أرواحهم فداء للوطن بينما تبذل الدولة والحكومة والشعب الجهود من أجل تحقيق الحياة الكريمة.
ليس هناك ما يقال للشيخ سالم عبدالجليل وللقائمين علي الدعوة السلفية سوي »اتقوا الله»‬ في الوطن وفيما يصدر عنكم. حول هذا الشأن حان الوقت أن يكون هناك موقف حاسم تجاه هذه الخروجات التي استهجنها الأزهر الشريف.
في هذا الشأن فإنه لابد من الاقرار بأن مسئولية أضرار وتداعيات هذا الفكر لا تقع علي عاتق القائمين عليه وحدهم وإنما يتحمل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الجانب الأكبر من هذه الممارسات وآثارها المدمرة.. بجهله وفقدان الوعي السياسي والاجتماعي.. من خلال عمليات الترويج له.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف