الجمهورية
أحمد محمود كريمة
جوائز ربانية للصيام
عندما نستعرض آيات الذكر الحكيم التي تتحدث عن الصيام والتي تبدأ من قوله تعالي في سورة البقرة "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون" إلي قوله تعالي: "ثم أتموا الصيام إلي الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون".. فإننا نجد إعجازاً تشريعياً في هذه الآيات يتمثل في هذا الخطاب الإلهي الرباني لأهل الإيمان وأتباع الإسلام خطاب تكليفي "يا أيها الذين آمنوا" والإعلام بالمشروعية "كتب" والأصل التاريخي في شرع من قبلنا "كما كتب علي الذين من قبلكم" ومقاصده الشاملة "لعلكم تتقون".. كما نجد بياناً ربانياً بعدة الصيام المفروض "أياماً معدودات" والترخيص لأصحاب الأعذار "فمن كان منكم مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر" ورفع الحرج عمن لا يتحمله فيه وبعده "وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين". إذا اتسع الأمر ضاق: "وأن تصوموا خير لكم".
إضافة إلي ذلك فإن الآيات فيها عرض لسر اختيار شهر رمضان ليكون فيه هذا الصيام "أنزل فيه القرآن" ومناط إيجاب الصيام فيه علي المكلفين "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" وتأكيد يسر الشرع "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" وبيان فريضة إتمام أيامه "ولتكملوا العدة" وما في نهايته من عيد الفطر و"لتبكروا الله علي ما هداكم" وأنه صورة عملية للشكر الحقيقي العملي لله رب العالمين "ولعلكم تشكرون".
وتعرج الآيات علي فضيلة الدعاء في هذا الشهر ـ وغيره ـ أما في الشهر فقد أوضحت السنة النبوية المطهرة عند بدء الفطر عند المغرب "للصائم دعوة لا ترد" وفي أدعية القنوت في صلوات القيام. وقرب المنعم ـ سبحانه ـ من عباده الداعين "فإني قريب" والإرشاد إلي الثقة به والتوكل والإلحاح عليه ـ سبحانه وتعالي ـ "فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي" ثم إن الآيات تتضمن بياناً لأحكام عملية تنسخ ما كان من عنت وإصر "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم" وبدايات الصيام "حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود" ونهاياته "أتموا الصيام إلي الليل" وعدم المباشرة الجنسية خلال الاعتكاف والذي محله "المساجد".
وجاء الختم "لعلهم يتقون" موافقاً البدء "لعلكم تتقون" مروراً "لعلكم تشكرون" و"لعلهم يرشدون" فهذه العطايا جوائز إلهية للصيام وما يتصل به بيان واف كاف في بضعة آيات في أسطر قليلة يستنبط منها أئمة العلم صحائف ومصنفات فسبحان من هذا بيانه وشرعه وإعلامه. وحقاً وصدقاً "ليدبروا آياته".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف