الجمهورية
فريد إبراهيم
التراويح وضجة كل عام
في كل عام تعلن وزارة الأوقاف تحذيراتها التي تمنع إذاعة صلاة التراويح في مكبرات الصوت وفي كل عام أيضا تقام هذه الصلاة الروحية التي لا نشعر بالشهر العظيم إلا بها وبما تتشبع به من روحانيات وتجليات لا تكون إلا في قيام هذا الشهر.
ومن هنا فإن جماهير المصلين تتخلي عن جهد وزارة الأوقاف وهو جهد غير منكور وتقوم بالبحث عن إمام أو قاريء ندي الصوت يؤمها في التراويح من خلال اتفاق غير منطوق أو مكتوب بينها وبين الوزارة التي لا تشعر بأية غضاضة في الاستعانة بغير إمامها في صلاة التراويح ويستعد القراء لذلك. لذا فإنني أكاد أجزم أنه من النادر في أداء هذه الصلاة أن تسمع إلا أصواتا ندية شجية تبعث علي الخشوع والرضا وتحيي القلب وتملأ النفس اطمئنانا وسعادة.
لذا يمر الشهر بلا أية مشكلات.. فلا يشعر الناس بمشكلة في صوت مكبر الصوت إلا فيما ندر. ولا تقوم الأوقاف بأية اجراءات عقابية إلا في حالات صارخة.
ومن هنا فلا أري حاجة للهجوم علي بيان الوزارة بمنع مكبرات الصوت. ولا أري تخوفا علي صلاة التراويح التي صار فيها صوت القاريء الندي الذي يصل إلي الشارع والبيوت.. من المنع.
أما غضب البعض من جملة شوشرة فربماجاءت الجملة عفوا دون قصد لأننا إذا تحدثنا عن الشوشرة فلن تكون من القرآن الذي يأتي بصوت ندي ويصبح السؤال: إن الضجيج الذي نعانيه في حياتنا يأتينا من وسائل كثيرة وشتي فالمقاهي التي تعمل ليل نهار والأفراح التي تقام في الشوارع وتهز ذبذبات صوتها جدران البيوت. فضلا عما يطلق فيها من العاب نارية مزعجة. إنه إذا كانت الحكمة تقتضي مقاومة كل أسباب الضجيج خاصة أن الأمور والحمد لله مستقرة أي يمكننا أن نمنع وسائل الضجيج فإذا ما حدث ذلك وأصبح الشارع هادئا.. أصبح الهدوء قاعدة والحفاظ عليه فريضة و بالتالي يصبح الحديث عن منع مكبرات الصوت في صلاة التراويح له محل من الاعراب والكلام والمناقشة.
أما ما أتصور أن يكون هو أن تحرص المساجد قدر الامكان علي التوسط في أدائها أي تستخدم مكبرات صوتها بشكل غير مبالغ فيه فتؤدي غرضها من حالة الاحتفاء بالمناسبة وفي الوقت ذاته لا تؤذي الآخرين ويصبح الأمر متقبلا.
* من سحر الكلام
قلت الحقيقة إن بدت
يرتد قلب الكاذبين هواء
لكنها ظهرت كشمس في الظهيرة
فانبروا يتأولون النور والأضواء
لم يبهتوا لم يخجلوا من زيفهم
وبدوا وأصحاب الحقوق سواء
ويل لأصحاب الحقوق بعصرنا
إن لم تكن تحميهم البأساء
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف