بعد أن خرجت القمة العربية الـ 28 التي عقد ت في الأردن في 29 مارس الماضي بنتائج لم ترتق لطموح الشارع العربي اللهم إلا زوال سحابة الصيف بين مصر والسعودية وما وضح من وجود انقسامات وانعدام التوافق العربي وحتي ارتباط بعضها بمحاور اقليمية شجع بعض الاطراف الخارجية علي زيادة التدخل في الشأن العربي وفرض واقع معين لخدمة مصالحه وبعد القمة سافر الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الولايات المتحدة الأمريكية ليحمل علي عاتقه الهم العربي وخاصة القضية الفلسطينية بعد تردد انباء قوية قبل القمة العربية نية الرئيس الأمريكي نقل السفارة الامريكية إلي القدس وهو ما رفضته مصر صراحة والموقف المتردي في سوريا وليبيا بمعاناة الصراعات والجبهات المتعددة مع انتشار الجماعات الإرهابية.
وتلي لقاء الرئيس السيسي والرئيس ترامب قمة أخري بين الملك عبدالله ملك الاردن وبصفته رئيس القمة العربية ليعرض علي الرئيس الامريكي نتائج القمة العربية ومناقشة عملية التسوية للقضية الفلسطينية إلي أن جاءت المناورة الامريكية الغربية بالتعاون مع المعارضة السورية وضرب خان شيخون بالغار مما تسبب في اصدار الرئيس ترامب لأول قرار بقصف سوريا بـ 69 صاروخاً لتتغير الصورة بعد اجتماع مجلس التعاون الخليجي بحضور رئيسة وزراء انجلترا تريزا ماي "فهل يعقل أن يعطي القط مفتاح الكرار" بينما تشهد الحالة السورية الكثير من التصريحات من قبل اللاعبين الدوليين حول إ قامة المناطق الآمنة في سوريا أو مناطق قليلة التوتر وكل يسميها حسب اهدافه ومخططاته لما بعد تطبيقها علي أرض الواقع وتم قبول هذه المبادرة من قبل تركيا وإيران وموافقة سوريا عليها.
هذه المبادرة والموافقات السريعة عليها توحي علي أن الجميع قد تناقش عليها وقبلها قبل أن يتم الاعلان عنها والمناطق المقترحة هي إدلب وشمال حمص وجنوب سوريا والغوطة الشرقية وستكون تحت إشراف دولي وإقليمي وضمان تركي وروسي وإيراني وامريكي وهنا نري استجابة روسيا للضغوطات الامريكية لقبول تقسيم سوريا كلنا يدرك أن أمريكا وروسيا ودولاً اقليمية ودولية لها أجنداتها الخاصة في المنطقة وأنه لا يهمها سوي مصالحها فقط ولكن أن يبقي العرب في هذا الصمت والموقف المتفرج كالذي لا حول له ولا قوة هو ما يزيد الشكوك لدي شعوب المنطقة في مصطلحات كثيرة وخاصة الأمن القومي والعربي والسيادة الوطنية وتأتي زيارة وزير الدفاع الأمريكي الجديد جيمس ماتيس إلي منطقة الشرق الأوسط لتفتح المجال أمام العديد من التساؤلات ما تحمله هذه الزيارة في هذا التوقيت من معان ومفاهيم حول استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط خاصة في ظل تحديد دول معينة شملتها الزيارة وهي السعودية ومصر وإسرا ئيل وقطر فيما يبدو أنه ترتيب جديد للأوراق في المنطقة وتسرب أنباء عن محاولة العودة للمثلث السني بعد أن قفز منها الرئيس السابق أوباما إلي الهلال الشيعي علي حساب السعودية ومصر باتفاق 5«1 النووي مع إيران.
كما أعلن البيت الأبيض عن زيارة للرئيس الامريكي ترامب إلي السعودية وإسرا ئيل والفاتيكان ويعقد ترامب ثلاثة لقا ءات مع الملك سلمان ثم قمة دول مجلس التعاون الخليجي نهاية بقمة دول التحالف الإسلامي وجاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالرئيس عبدالفتاح السيسي ليؤكد علي أهمية دور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط وقوة العلاقات الاسترا تيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة وحرصه علي مواصلة تطوير الشراكة بين البلدين في كافة المجالات وتطلعه للقاء الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلامية الأمريكية المقرر عقدها في الرياض يوم 21 مايو الجاري.
ومع زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي للسعو دية والإمارات والكويت انتهاء بالبحرين للتنسيق وتقريب وجهات النظر و اتخاذ موقف عربي موحد للحفاظ علي الأمن القومي العربي ومحاربة الإرهاب يتساءل الشارع العربي هل يمكن ان يتم تقسيم سوريا في غيبة العرب جميعاً؟ هل يمكن اتخاذ موقف عربي موحد قوي لمنع نقل السفارة الامريكية الي القدس؟؟؟ تصور مخيف للواقع العربي لكن وبكل اسف أننا سنظل في خانة المفعول به وبتفرقنا يصعب علينا الانتقال لخانة الفاعل.