الجمهورية
سعيد عبدالسلام
الرجل الماسي والدروس المستفادة
* لم يكن غريباً أن يختار الاتحاد الآسيوي يوسف السركال الرئيس السابق لاتحاد الإمارات لكرة القدم لينال الجائزة الماسية اعترافا من أكبر اتحاد قاري بما قدمه السركال لكرة القارة الصفراء علي مدي عقود.
** فقد شارك السركال في إعادة بناء وترتيب البيت الآسيوي الكروي حتي وقبل أن يتولي منصب نائب رئيس الاتحاد وكان ضلعا أساسيا في مثلث نجاح المسابقات الآسيوي بصفته رئيس اللجنة حيث تم وضع روزنامة لمدة خمس سنوات لأول مرة في تاريخ آسيا.
وكان وجها مشرفا للإمارات وآسيا عندما اختير ضمن لجنة التفتيش بالاتحاد الدولي علي الملاعب التي استضافت كأس العالم 2006 مع القيصر بكنباور ونخبة من أفضل الرياضيين في العالم.
وكان حضوره كبيرا ومؤثرا لدرجة أزعجت كل المنافسين له في آسيا والذين بدأوا رحلة المؤامرات لإيقاف السهم الخارق القادم من الإمارات.. وبالفعل نجحوا في إيقافه وإبعاده عن رئاسة الاتحاد الآسيوي قبل أربع سنوات وبالتحديد يوم 2 مايو .2013
لكن السركال كعادته يمرض ولا يموت كونه يمتلك مناعة قوية ضد المؤامرات التي تحاك به من أطراف كثيرة تشعر بالضآلة أمامه كونه يملك لسانا طليقا وبصيرة نافذة وعقلا راجحا وقدرة فائقة علي الإقناع والرياضة.
** لذلك لم يكن غريبا أن يحقق معه منتخب الإمارات الفوز بدورتي الخليج.. الأولي عام 2007 بالإمارات والثانية عام 2013 بالبحرين.. وقاد منتخب الإمارات للحصول علي ثالث آسيا في البطولة التي أقيمت قبل عامين باستراليا.
** فهو المنقذ كعادته لاتحاد الإمارات وكرتها لدرجة يطلق عليه البعض بلسم الكرة الإماراتية وعرابها.
* وكالعادة يظل المتآمرون يتربصون به حتي نجحوا من جديد في ابعاده عن رئاسة الاتحاد العام الماضي في انتخابات فاحت منها رائحة كريهة.. فعاد الاتحاد ينخبط من جديد وكأنه مصاب بشيء من "المس" لدرجة ان الكثيرين يطالبون بإقالته وتعيين لجنة مؤقتة في محاولة لتصحيح كرة الإمارات بعد أن ضعفت آمالها في الوصول لكأس العالم القادم بروسيا .2018
** فالهزائم بدأت تتوالي علي الأبيض الإماراتي مما اضطر معها مهدي علي المدرب المواطن صاحب الإنجازات غير المسبوقة مع الأبيض إلي تقديم الاستقالة.
** وكأن لعنة الفراعنة انتقلت لتساند السركال وتقتص من الذين تآمروا عليه.. فبدأوا رحلة السقوط الواحد تلو الآخر.. السركال يتفرج عليهم من الشرفة الكبيرة وبأدبه المعهود يرفض التعليق والشماتة في أعدائه.
** بل والأكثر من ذلك يشعر براحة الضمير لما قدمه وبسكينة كبيرة لابتعاده عن المجال الرياضي بعد أن أطاحت به ثورة الجياع!!
** نخرج من فوز السركال بعبر كثيرة ودروس مستفادة أتمني من القائمين علي الكرة في مصر أن يتعلموا منها خاصة صديقه الصدوق هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة والذي يمضي علي نفس نهج السركال وان كان بطريقة تختلف بعض الشيء في الشكل وليس المضمون!!
والله من وراء القصد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف