من أبرز الظواهر السلبية التي تجتاح المجتمع المصري خلال السنوات الماضية.. وبالتحديد عقب ثورة يناير.. ظاهرة النصب والتزوير والتدليس والتلاعب في المستندات الرسمية بهدف الوصول إلي الأطماع المطلوبة.. والسبيل إلي ذلك سهل ويسير.. المال!.. وعندما تقترب من بعض نماذج الفساد التي تدك البلد في شتي المجالات أراضي.. عقارات.. سيارات.. تكتشف اننا نسبح فوق بحر من الفساد والمفسدين من ضعاف النفوس ومعدومي الضمير.. ولا أدري كيف باع كل هذا العدد المرعب من المفسدين ضمائرهم وأشاعوا كل هذا الفساد.. والظلم.. والتدمير.. وزرعوا مبدأ »أبجني تجدني» في نفوس الناس.. وكأنهم ألغوا عقولنا اننا في دولة تحكمها قوانين بعد أن أداروا ظهورهم لها.. وفرضوا قوانينهم الفاسدة.. شجعهم علي ذلك حفنة ليست قليلة من المسئولين المنحرفين في جميع المجالات والتخصصات.. الذين اكتفوا بفتح جيوبهم وأدراج مكاتبهم لاستقبال المال الحرام.. قبل أيام.. حكي لي مسئول أمني أن من بين هؤلاء عصابات خطيرة بشكل فردي أو جماعي تتخصص في التلاعب في السيارات بأسلوب يعتمد علي الذكاء.. في تغيير معالم سيارة بقطع أخري وشاسيه مختلف.. وباتباع الابواب الخلفية يتم ترخيصها بالمخالفة للقانون ثم بيعها للضحية الذي لم يشك لحظة واحدة في سلامة الاجراءات والسيارة ثم سرعان ما يصدم بالكارثة عندما يكتشف الحقيقة.. الغريب أن تلك الظاهرة مستمرة.. بل وتزيد يوما بعد يوم.. وأموال الضحايا في مهب الريح.. والمجرمون يواصلون جرائمهم في كل مكان بمنتهي الحرية.. لقناعتهم أن القانون في إجازة.. والأبواب الخلفية مازالت مفتوحة أمامهم.. ولا عزاء للضحايا.