في ظل التطور المذهل في عالم التكنولوجيا والالكترونيات.. والابتكارات العجيبة ليس كل يوم.. بل كل ساعة تري جديداً فساعة يد صغيرة ترتديها في معصمك.. عبارة عن جهاز كمبيوتر كامل شامل ومحمول مكتمل الاركان.. وكاميرا ديجيتال بامكانيات فوق كل تصور.. وتسجيل 24 ساعة بالصوت والصورة وسعرها لا يتجاوز الالفي جنيه.. وفي ظل الطائرة التي تجوب الفضاء بدون طيار.. تؤدي المهمة وتعود بكل سهولة ويسر.. والقطار الالكتروني الذي يسير بدقة وانتظام بدون قائد لا يتقدم سنتيمترا واحدا عن الرصيف أو فتح الابواب ولا يتأخر او يتقدم دقيقة واحدة عن موعده.. وفي ظل الصواريخ الموجهة التي تصيب الاهداف المتحركة في اي مكان وزمان.. وفي ظل إمكانية قتل شخص بشعاع يسلط عليه وهو قابع في مكتبه بكل أمان.. او يجلس بين مجموعة من اصدقائه في ملهي أو مؤتمر فيصاب بضعف عام ويموت خلال يوم أو اثنين مثلما حدث مع قادة وزعماء ورجال مخابرات أو مجرد سلام باليد لشخص مستهدف.. تسري السموم في جسده فيصاب بالضعف والهزال دون ان يدري احد سبب مرضه..
***
اقول في ظل هذا التطور التكنولوجي المذهل.. هل يتصور احد انه يمكن ضرب دولة بكبسولة أو قنبلة كهرومغناطيسية فتعيدها 400 سنة الي الخلف.. وتعود الي العصور الوسطي بعد التقدم والتطور.. ويصبح الحمار هو وسيلة المواصلات بعد القطار الالكتروني والطائرة التي بدون طيار.. ويصير السيف والدرع وسيلة القتال بدلاً من النووي والذري والصواريخ الالكترونية.. هل يتصور أحد أنه يمكن ان يحدث لدولة مثل أمريكا أو فرنسا أو المانيا أكثر الدول تقدما.. هل يمكن ان تعود أمريكا للعصور الوسطي لو القت عليها كوريا الشمالية قنبلة كهرومغناطيسية.
***
بعضر الخبراء والعلماء يتحدثون عن امتلاك كوريا الشمالية لقنبلة كهرومغناطيسية أقوي علمياً وتكنولوجيا من النووي والذري.. هذه القنبلة لا تقتل البشر وإنما تقتل الحياة وتصيب كل ماهو الكتروني وكهربائي بالشلل والموت النهائي.. فلا سيارة تسير ولا طائرة تطير ولا عقارب ساعة تدور ولا محمول ينطق ولا شاشة تضيء ولا كمبيوتر ينطق ولا قطار يتحرك.. ولا سفينة تبحر ولا حاملة طائرات تفيد ولا صاروخ ينطلق.. وتصبح الطاقة الالكترونية وترسانة الاسلحة الأمريكية بلا جدوي.
***
الخطر الكبير الذي يهدد العالم بحرب عالمية ثالثة تحرق الاخضر و اليابس هو الحديث عن ضربة استباقية.. لكن من يقوم بها كوريا الشمالية أم الولايات المتحدة الأمريكية.. ومتي وأي أسلحة تستخدم نووي أو ذري أو كهرومغناطيسي.. خاصة ان حرب الكلام مشتعلة بين القوتين وتزداد يوماً بعد يوم وآخر بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية.. قالت فيه ان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي اي إيه" سعت لاغتيال الزعيم كيم جونج أون باستخدام مواد بيولوجية كيماوية خلال احتفالات في العاصمة بيونج يانج بنفس الطريقة التي اغتيل بها زعماء ورجال مخابرات ليس بالرصاص ولا القتل المباشر وإنما بنفس المواد البيولوجية الكيماوية.
***
الغريب ان دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد خلال برنامجه الانتخابي قال انه بعد نجاحه سوف يركز عمله داخليا للنهوض بالاقتصاد الأمريكي والاهتمام بالمواطن الأمريكي ورفع شعار أمريكا للأمريكان.. وردد كلاما وشعارات كثيرة عن وقف الهجرة ومنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وغير ذلك من التصريحات العنصرية والشعارات الانتخابية.. ووقتها كتبت في ذات المكان ان السياسة الأمريكية لا يمكن لفرد حتي لو كان شخص الرئيس ان يغيرها وانها سياسة مؤسسات لا تخضع لرؤية فرد أو برنامج حزب وتتحكم في وجهة السياسة الأمريكية عدة جهات يأتي في مقدمتها وكالة المخابرات المركزية "سي اي إيه" والكونجرس والبنتاجون.. وتصب جميعها في المصالح الأمريكية والاهداف الأمريكية في كل مكان وزمان.. وعندما ردد ترامب انه سيوقف التدخلات العسكرية الأمريكية في الخارج وان النفقات الباهظة أولي بها أمريكا من الداخل.. قلنا ان هذا ليس قراره ولا يحدده الرئيس مهما كان وإنما يتم ذلك وفق المصالح الأمريكية وتوازن القوي الدولية والتواجد الأمريكي في اي بقعة من العالم وبصفة خاصة بمنطقة الشرق الأوسط.. ويوم تتخلي الولايات المتحدة عن تدخلها في شئون الدول الأخري وسطوتها العسكرية وقواعدها في شتي البقاع.. ووقف معاييرها المزدوجة في التعامل مع قضايا المنطقة بصفة خاصة.. سوف يعم السلام الارجاء وتسخر كل الامكانيات للتنمية وخير البشرية بدلاً من الحروب والدمار والسباق نحو فناء البشرية..
***
السباق المحموم في ابتكار النووي والذري والكهرومغناطيسي والكيماوي والبيولوجي.. يعجل بفناء البشرية علي ظهر المعمورة.. فالتقدم يصنعه عقل الإنسان.. والفناء ايضا من ابتكار نفس العقل البشري!!