جمالات يونس
علاج الإدمان للجميع وبالمجان
قد تفيد حملات وزارة التضامن في إنقاذ الشباب من الوقوع في التعاطي حيث تقدم النصيحة عبر شخصية محبوبة ومؤثرة كالفنان محمد رمضان أو لاعب الكرشة الشهير محمد صلاح وهو جهد مشكور علي كل حال.
لكن أتصور أن ما يجب أن توجه له كل الامكانيات حكومة وشعباً ومؤسسات مجتمع مدني هو علاج مرضي الإدمان من الشباب والفتيات وهم أكثر من مرضي الفيروس سي للأسف هذه هي الحصيلة وإن كانت غير معلنة.
كلنا أصبحنا نعرف أن حرباً موجهة لشبابنا وفتياتنا لتدمير أهم العناصر القادرة علي العمل في المجتمع.
الحقيقة مرة وعلينا أن نواجهها.. الإدمان مشكلة كبيرة لا تقل عن الإرهاب أو الحرب الاقتصادية التي تشن علينا من الداخل والخارج.. بيوت كثيرة تعاني من ابن مدمن أو زوج أو آخر وقع في الفخ وامتدت المأساة للنساء والفتيات في الطبقة محدودة الدخل حيث تعول النساء 35% من الأسر ويضطررن للعمل ساعات طويلة فيلجأن للترامادول وغيره لتحمل مشقة العمل.. يشعرن بالنشاط في البداية وسرعان ما يقعن فريسة للإدمان ويتوقفن عن العمل ومثلهن كثير من الرجال هؤلاء يجب أن نعتبرهم مرضي خاصة أنهم عندما يصلون لنهاية الرحلة يبحثون عن العلاج بجدية.
المشكلة الحقيقية هي أننا حتي الآن لا نملك خطة واضحة لعلاج الإدمان الذي يجب أن يكون مجانا أو حتي بمبالغ رمزية كما فعلنا في حملات فيروس سي. أقسام العلاج في المستشفيات العامة قليلة والتكلفة فيها لا تقل عن 1000 جنيه شهرياً أما المستشفيات الخاصة فحدث ولا حرج تبدأ من 100 ألف جنيه فما فوق وفي المنتصف تقع مستشفيات السبوبة وهي عبارة عن دكاكين يديرها مدمنون سابقون يخرج منها المدمن أكثر سوءاً ويعامل فيها بشكل غير آدمي فيعود للإدمان مرة أخري.
علاج الإدمان في مصر يحتاج لمشروع قومي تشارك فيه كل مؤسسات المجتمع الرسمي والمدني. نحتاج لبناء مستشفيات خاصة بعلاج الإدمان وتأهيل الشباب للعودة للحياة.. علينا أن نفتح باب التبرعات في هذه الأيام الكريمة لتلقي جزء من أموال الزكاة لعلاج الإدمان وعلي أطباء مصر المؤهلين لذلك التطوع بجزء من وقتهم للعمل في هذه المستشفيات لنستطيع أن نقدم الخدمة بالمجان وقبل ذلك علينا أن نعيد النظر في القانون الذي يمنع علاج المدمن إلا بموافقته.
الإدمان هو أخطر أمراض المجتمع وعلينا أن نبدأ حرباً شرسة عليه وننتصر فيها.