تعيش بلادنا وضعا متناقضا. كثير من المسئولين سواء في الحكومة أو الأحزاب أو أي مؤسسة. وموضع مسئولية في مصر. لا يريد من الجماهير إلا أن تسبح بحمده. ومنحه صكوك البراعة والذكاء والفطنة والنجاح والابداع. وأنه لا ينطق عن الهوي. ولا يأتيه الباطل بين يديه. كما يضيق ذرعا بأي انتقاد ولو كان حقيقيا. ومخلص ومحب للوطن ومن أجل الصالح العام. المسئول في بلادنا لا يعجبه إلا حملة المباخر وكدابو الزفة ومزينو الباطل والفشل. فالمسئول الملهم لا يخطئ. ويمتلك مفاتيح الكلم والعلم والعمل. يبقي السؤال طالما هم كذلك لماذا هذا الفشل والتأخر والعشوائية والفساد ونهب المال العام الذي تعانيه بلادنا منذ عقود طويلة ومازالت.
الواقع اننا نحتاج إلي ثورة علي القيم المغلوطة في مجتمعنا. والعودة إلي القيم النبيلة. نحتاج الإيمان بأن الوطن لن يبني إلا بكل أبنائه وتطبيق الدستور والقانون علي الجميع بلا استثناء. ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. نحتاج أن يدرك كل مسئول انه ليس فوق مستوي النقد. وواجب عليه العمل بضمير وتحمل مسئوليته. وليس شراء الضمائر والسعي في الأرض فسادا. نحتاج إدراك أن المجتمع لن يتقدم خطوة للأمام بدون توفير سكن آدمي وعلاج مجاني جيد وتعليم متميز وعمل يتناسب مع مؤهلات جميع المواطنين. وأن مجتمع بتغذي علي الفضائح لا يمكن أن يتحرك خطوة واحدة للأمام أيضا. وأن أي مجتمع لا يمنح ابناءه فرصا متساوية في العمل والترقي سوف تنهشه الطبقية والصراع العدائي بين ابنائه. وبدون إعلام وطني ينير الطريق ويسعي للبناء وليس للهدم سوف تتوه بوصلة الوطن. فالسلطة لابد أن يقابلها مسئولية يحاسب عليها كل من احتل مكانة في هذا المجتمع. فالنقد البناء مفيد للشرفاء. ومزعج ومقلق وعدو للفسدة ومصاصي دماء شعبنا. وناهبي ثروات بلادنا. ودعاة التربح عبر سرقة ¢قوت المصريين¢ تحت شعارات زائفة. وعلي أي مسئول أن يختار بين الفريقين. فلن يسكت أحد صوت الحق حتي لو غرته قوته. ونهاية الظلم معروفة ونهاية العدل معروفة.