بعد الانتهاء من بناء أضخم وأجمل حديقة في الإسماعيلية التي تم افتتاحها منذ يومين تقرر إطلاق اسم ساحر الكرة "رضا" علي الحديقة رغم مرور 53 عاماً علي وفاته!! ورغم اطلاق اسم رضا علي شارع بجوار نادي الإسماعيلي.. هذا اللاعب الذي كان يعتبرونه ثاني جناح في العالم بعد جارينشيا جناح البرازيل الذهبي.
رضا هذا له قصة معنا في "الجمهورية":
كانت هناك علاقة عائلية ما تربط رضا بعائلة فاروق يوسف زميلنا سنوات وسنوات.. كانت مفاجأة غريبة عندما دق جرس باب شقة فاروق بعد صلاة الفجر بقليل!! رضا يقف أمام الباب ومعه شنطة كبيرة جداً.. تعالي اتفضل.. إيه الحكاية.. أنا تركت النادي الإسماعيلي وسألعب مع الأهلي.. كانت "قنبلة كروية نووية"!! الجناح العالمي سيلعب للأهلي.. اتصل فاروق يوسف بمدير الكرة محب يوسف وقال له وهو مرتبك:
ــ يا كابتن.. إلبس هدومك بسرعة.. وتعالي إلي النادي الأهلي.. ستجد مفاجأة مذهلة.. مش قادر أقولها لك.. أنا في انتظارك في النادي.
ذهب فاروق ورضا إلي النادي الأهلي فهرول كل من بالنادي.. الأعضاء الذين يمارسون بعض الرياضات في هذا الوقت المبكر بالنادي حتي العمال وبعض اللاعبين.. كل من بالنادي هرولوا نحو رضا لكي يسلموا عليه ويلتقطون معه الصور.. وجاء محب يوسف مدير الكرة فأخذ فاروق ورضا إلي غرفة مجلس الإدارة بعيداً عن الأعضاء.
سأل محب رضا: ــ هل معك الاستغناء؟!
ــ استغناء إيه يا كابتن.. أنا قلت لزملائي اللاعبين وقلت لأهلي أيضاً.. إذا حد سأل علي قولوا لهم إنني قررت أترك الإسماعيلي وألعب في الأهلي.. إذا لم يحدث هذا هابطل كورة خالص!!
ــ يعني النادي الإسماعيلي ما يعرفش إنك هنا؟!!!!
ــ لا.. حيعرف منين؟! رفع محب السماعة واتصل بعثمان أحمد عثمان رئيس النادي الإسماعيلي وقال له: أرجوك أرسل مندوباً من عندك يأخذ كابتن رضا ويبدو أن له شكوي أو غاضب من شيء ما حاول تحل مشكلته!!
إنهار رضا بمجرد الاتصال بعثمان أحمد عثمان وكاد يقع من علي كرسيه.. لقد كان يتصور حكاية تانية خالص.. ظن أن الأهلي سيرحب به.. ومزيكة حسب الله.. وربما حفلة لأم كلثوم ترحيباً به.. قال محب لرضا:
ــ يا ابني نحن لا نفرط في نجومنا ولا نخطف نجوم الغير..
عم عبده البقال الذي خطف نجوم مصر وضمهم للأهلي كاد ينتحر عندما سمع بالقصة!!
نشرنا هذه القصة كاملة بتفاصيل أكثر هنا في "الجمهورية".. واعتقد أنني كتبتها مرة أخري في مناسبة من المناسبات.. كان انفراداً مذهلاً!! للصحافة كلها..!!
***
قرب مدينة إيتاي البارود.. في الطريق الزراعي احتكت سيارة لوري ضخمة بسيارة رضا الصغيرة فانقلبت السيارة وأصيب رضا في رأسه.. وأخذ ينزف الدم وهو مازال في وعيه قال لبعض من حوله رقم تليفون أسرته.. لذا كان أول من عرف بالحادث فاروق يوسف قريبه.. وطار فاروق ومعه ليون نصيف مصور "الجمهورية" إلي مكان الحادث.. وكان رضا قد أخرجوه من السيارة وتمدد فوق فرشة ما علي الأرض.. عندما وصل فاروق كان رضا في دقائقه الأخيرة من النزيف المستمر.. وكلمات قليلة التقطها فاروق قبيل الوفاة.. وصور ليون لم يلتقطها أحد.. وكان موضوعاً في غاية الأهمية انفردت به "الجمهورية" في الستينيات عصر الرياضة الذهبي.. وكان الخوف من تسريب الصور أو البروفات!! وعملنا حراسة عليهما.. انفراداتنا الصحفية كانت أهدافنا نتعانق بعد تحقيقها وما كان أكثرها.. ثم تسألونني: فيم قضيت شبابك؟!.. أقول لهم في المبطعة!!! ما أحلي الصحافة حينما تكون هواية بحق!!