الأخبار
محمود صلاح
تحت ستار الليل
نزل ستار الليل ..
وأطلت عيون النجوم في ظلام السماء . وأرسل القمر أشعة الفضة علي الأرض. وجري النسيم علي أوراق الشجر يمسح عنها غبار النهار.
فهيا يا نفسي انهضي للصلاة ..
فقد مات النهار .. وماتت بموته الآلام والأحزان. والأحقاد والضغائن . ولم يعد هناك من عائق يعوق طريق الدعاء إلي السماء .
قومي يا نفسي إلي الصلاة ..
فقد آوي البشر إلي بيوتهم . واستكانت الطيور إلي أعشاشها . والوحوش إلي أوكارها . وذهبت الطبيعة إلي فراشها !
هيا يا نفسي إلي الصلاة ..
فليس وسط هذا الصمت . إلا بكاء طفل رضيع . لعله يطلب بدموعه الرحمة لأمه وأبيه . فتحيل الملائكة هذه الدموع البريئة . إلي موسيقي سماوية . تعطر أجواز الفضاء . وتطير بها الملائكة إلي عرش الرحمن .
هيا يا نفسي .. إلي الصلاة ..
اطلبي الرحمة لأمي طيبة القلب . طاهرة النفس . التي أحبت حتي من لم يحبها .
ورحمت من لم يرحمها.
واطلبي الرحمة لأبي . الذي أثقلته مشاغل الحياة . عن رفع رأسه نحو السماء .
هيا يا نفسي إلي الصلاة ..
وإطلبي الرحمة للأشرار والفجار . والطائعين والظالمين . وكل من يسعي علي الأرض . ويسبح في البحر ويطير في السماء .
النهر يصب في البحر ..
والطائر يقع علي الغصن . والشمس تجري لمستقر لها . والنفس تصعد إلي عالمها . وأبواب السماء مفتوحة لخالص الدعاء .
فقومي يا نفسي .. إلي الصلاة!
مستوحاة من قصيدة لفيكتور هوجو»‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف