عصام سليمان
عودة إلي صداع "التكاتك"!!
أعلن الرئيس السيسي أننا لن نقبل بوضع اليد علي أراضي مصر.. وكلف الجيش والشرطة باسترداد أراضي الدولة من المغتصبين لها قبل نهاية الشهر.
أكد أن الحملة ضد التعديات تأخرت بسبب الحرص علي تثبيت الدولة أولا.
والسؤال إذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسي يقول ويفعل ذلك.. فهل تقبل الداخلية أن تضع التكاتك يدها علي شوارع العاصمة؟! ثم نعود ونصرخ مطالبين بالحماية من الأخطار التي تنجم عن ذلك؟!
أقول هذا الكلام بعد أن أعلن اللواء علاء الدجوي مساعد الوزير للشرطة المتخصصة والمشرف علي قطاع المرور أنه سيتم ترخيص جميع مركبات التوك توك علي مستوي الجمهورية ما عدا مدينة القاهرة باعتبارها العاصمة.. ولن يتم ترخيص مركبة التوك توك بها!!
لم يقل لنا سيادة اللواء المغزي والمعني من ذلك؟! ولماذا يتم استثناء القاهرة.. والهدف الذي سيتحقق؟! وماذا سيفعل مع التكاتك التي تحتل الشوارع الان أو التي ستهرب من الترخيص في المحافظات الأخري الي العاصمة وهل سيتم منعها.. وكيف؟! الخ من الاسئلة التي تطرح نفسها في ظل استفحال الظاهرة التي تتسبب في حوادث وكوارث مرورية لا حصر لها.. والتي تؤدي الي إنفلات في الشوارع ما بعده انفلات بسبب صعوبة السيطرة علي هذه الوسيلة التي استباحت شوارعنا وفشلنا علي مدي سنوات عديدة في السيطرة عليها وتقنين أوضاعها!
اعترف اللواء البير إدوارد ممثل وزارة الداخلية في اجتماع بمحلية النواب مؤخرا أن التكاتك زاد تهريبها الي البلاد في عهد الإخوان.. وكانت تدخل علي أنها قطع غيار ثم يتم تجميعها.. وأن 90% منها دخلت البلاد دون سندات ملكية!!
أما اللواء علاء الدين مدير الإدارة العامة للمرور فقد كرر علي مسامعنا ما نعرفه وهو أن التوك توك ممنوع من السير في شوارع العاصمة بأمر القانون.. لكنه لم يقل لنا ما نريد أن نسمعه وهو هل سيتم تفعيل القانون ومصادرة التكاتك التي نراها جهارا نهارا بالشوارع تزاحم الناس بل وتستغل في جرائم اجتماعية وأخلاقية ولا نستطيع ضبط الجناة الذين يستقلون هذه المراكب التي تشابهت علينا ويقودها أطفال وصبية ومشبوهون ولا تحمل أرقاما لانها غير مرخصة!!
الغريب أن محاضر الشرطة تتضمن العديد من البلاغات عن أعمال سرقة وقتل واغتصاب وترويج مخدرات كلها تتم بهذه الوسيلة.. فما هي الخطة والبرنامج لمنعها من شوارع العاصمة طالما أن مدير المرور لا يملك الترخيص لهذه المركبات؟!
أذكر أنني في 14 يناير الماضي كتبت في نفس المكان عن "صداع التكاتك".. وطالبت بحسمه وأن تضع له علاجا ناجعا سواء بتقنين الأوضاع أو المنع من الاساس.
وها هي الداخلية تعلن عن ترخيص هذه الوسيلة مقابل رسوم قدرها 200 جنيه تؤدي بالقطع الي حصيلة تقدر بالمليارات إذا ما وضعنا في الحسبان أن لدينا أكثر من مليوني توك توك تعمل بالمحافظات.. وأن هذه العوائد تعود بالنفع علي موازنة الدولة التي تعاني من العجز وندرة الموارد.
ويبقي أن يكتمل القرار أو الاجراء إما بتقنين الأوضاع في العاصمة أيضا أو مصادرة هذه الوسيلة ومنعها بقوة القانون بعيدا عن طريقة الرقص علي السلالم التي تم الاعلان عنها مؤخرا من الداخلية!!
فالتكاتك إما مرخصة أو ممنوعة.. أبيض أو أسود بعيدا عن اللون الرمادي والموقف الرمادي الذي نهواه في كل قرار نتخذه ثم تكون العواقب وخيمة بعد ذلك!!
علينا أن ندرك أن قانون 2008 للمرور في المادة 8 فقرة "2" أوضح أن التوك توك وما يشابهه لا يرخص إلا في عواصم المدن ولا يسير في الطرق الرئيسية ومسموح له فقط بالسير في الطرق النائية والتي لا تصلها السيارات فهل طبقنا النص طوال هذه السنوات تطبيقا سليما يمنع مشاكل وجرائم "التكاتك" في حق المجتمع؟!
مرة أخري.. ترخيص التكاتك يضمن حساب المخالف من أصحابها أو مرتكب الجريمة ممن يقودها والوصول الي الجاني أو الجناة والتعرف عليهم فضلا عن تنظيم سيرها بالشوارع المسموح لها بالمرور فيها ولا تصبح مثل " الصراصير " التي تظهر في أي مكان وأي وقت بلا سابق إنذار.. ويفعل من يقودها ما يحلو له دون إدراك للكوارث التي يتسبب فيها!!
كما أن استثناء القاهرة من الترخيص دون ضوابط وإجراءات رادعة تمنع تواجد التوك توك أصلا.. هو بمثابة دعوة مفتوحة لكي يضع أصحاب هذه المركبة أو من يقودها أيديهم علي شوارعنا وتصبح حقا مستباحا لهم يفعلون بها وبنا ما يشاءون فهل تقبل الداخلية بذلك؟!
أتمني اجابة شافية!!!