خيرية البشلاوى
دستة من المخرجات في الدورة السبعين
اثنتا عشرة امرأة مخرجة تشارك في الأقسام المختلفة في مهرجان كان السينمائي الدولي السبعين المنعقد الآن "17 ــ 28 مايو" نساء من جنسيات وأعمار مختلفة.
ثلاثة منهن يشاركن في المسابقة الرسمية لأكبر مهرجانات الدنيا وأشهرها وهن المخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا "مواليد 1971" والمخرجة الاسكتلندية لين رمزي "1969" والمخرجة اليابانية ناواسي كواس "مواليد 1969" التي أصبحت من ثوابت المهرجان وكانت أصغر مخرجة تحصل علي الكاميرا الذهبية عام 2000 في مسابقة نصف شهر المخرجين عن أول أفلامها الروائية "سوزاكي" "Suzaki) علمًا بأن إنجازاتها في مجال الفيلم التسجيلي كبيرة ومشهودة.
وفي عام 2015 حصلت علي وسام الاداب والفنون من وزير الثقافة الفرنسي وكانت عضوا في لجنة التحكيم في الدورة الـ 66 "ستة وستون" التي كان يرأسها المخرج الأمريكي ستيفن سبلبرج وفي عام 2010 قامت هذه المخرجة بتأسيس مهرجان "نارا" السينمائي الدولي بهدف تشجيع أعمال المخرجين الشباب. إذن هي بالفعل من ثوابت المهرجان الفرنسي.
المخرجة الفرنسية انديس فاردا "89 سنة" وهي الاسم الأكثر بروزا في الموجة الجديدة الفرنسية إبان الستينيات وكانت المرأة المخرجة الوحيدة في هذا التيار المؤثر والمجدد. نعود إلي كان بفيلم تسجيلي يحمل عنوان الـ "وجوه.. وجوه" "Visage .. Visage).
أيضًا الممثلة البريطانية فانيسا ردجراف "80 سنة" تشارك هذا العام بأول فيلم لها كمخرجة بعنوان "أحزان البحر" "Sea Sorrow) بطولة رالف فيين وإيما تومسون ويتناول قضية اللاجئين الأوروبيين الذين يفرون من مناطق الحروب من القرن الماضي.
أيضًا تشارك الممثلة الأمريكية كريستين ستيوارت "مواليد 1990" بفيلم قصير من إخراجها "Come Swim) ومعناه "تعالي سابحًا" وهو أول عمل لها كمخرجة. ومن خلال تتابع يوم واحد في حياة شاب عاش لمدة أربع سنوات في أعماق المحيط من خلال الأشعار واللوحات التي يتبعها مستعينة بالصور المجازية التي يولدها الكمبيوتر والتي تترجم هذه اللوحات إلي مشاهد تعبيرية يبدأ بها الفيلم وينتهي.
اختيار هذا العدد من المخرجات ليس مصادفة بالتأكيد ولكنه تعبير عن رؤية ووجهة نظر تؤكد مفهوم المساواة بين الجنسين. وتدعم قضية "الجندر" "Gender) التي أثارت وتثير الكثير من الجدل منذ ثمانينيات القرن الماضي كمصطلح تم استخدامه في قاموس الحركات النسوية والذي يشير إلي النوع الجنسي ويوضح الفروق بين الرجل والمرأة علي الصعيد الاجتماعي والمنظور الثقافي لوظيفة كل منهما الأمر الذي يختلف بطبيعة الحال من بلد إلي أخري.
ولذلك وكما تشير قائمة الاختيارات الخاصة للبرامج والأفلام وأعضاء لجان التحكيم. يحرص المنظمون لهذا الحدث الثقافي الفني العالمي علي تحقيق التوازن بين الجنسين بقدر الإمكان وعلي نحو يكفي صفة التمييز والذي أصبح التوازن من سمات المهرجانات الدولية وكضرورة ثقافية تكرس مشاركة المرأة المبدعة وتسليط الضوء.
علي إنجازاتها في مجال السينما بأنواعها المختلفة.
فالأفلام كما تقول المخرجة اليابانية المشاركة "نا زومي كواسي Naomi Kawase" تثري حياة الناس وعوالمهم وتلهمهم بإمكانيات جديدة.
ومما لا شك فيه أن المرأة لم تكن بعيدة عن هذا الفن من بداياته منذ أكثر من مائة عام. ليس كممثلة ولا منتجة فقط وإنما كقوة خلاقة تقف وراء كاميرا وتدير العملية الإبداعية بالقوة التي تمكنها من المشاركة في المسابقات الدولية.
صحيح أن وظيفة الإخراج السينمائي ظلت في المفهوم التقليدي السائد وطوال تاريخ صناعة السينما تستدعي أسماء المخرجين رجال مثل هيتشكوك وشابلن وكوبريك وسكورسيز واورسون ويلز وكوبولا وكيروساوا وسيرجيو ليون ويوسف شاهين و.. إلخ. الأسماء ولكن هذا لم يمنع اقتحام المرأة لهذا وتحقيق إنجازات مشهودة في مجال الفيلم الروائي والتسجيلي أوصلتها إلي جوائز المهرجانات الدولية والأكاديمية المهتمة بفنون وعلوم السينما "الأوسكار ــ البافتا ــ إيمي.. الخ". وها هي المرأة ممثلة "بدستة" من المبدعات في أكبر وأقوي حدث سينمائي دولي.