الأخبار
جلال دويدار
للرئيس ترامب: القضاء علي الإرهاب والتطرف في تسوية القضية الفلسطينية
لا يمكن وصف التقاء الرئيس الامريكي ترامب بملوك ورؤساء العالم الاسلامي سوي بأنه مبادرة ايجابية علي طريق التعايش السلمي المأمول بين الاديان والشعوب. كان قرارا موفقا أن يتم هذا الحدث التاريخي في المملكة العربية السعودية التي انطلق علي أرضها الوحي للنبي محمد عليه الصلاة والسلام وحيث توجد الكعبة المشرفة بيت الله وقبلة المسلمين في كل انحاء العالم. ومهما كانت القرارات والتوصيات التي سوف تصدر عن هذا اللقاء فإن فكرة انعقاده أصلا تمثل توجها يتسم بحسن النية.
اذا كان الهدف من هذا اللقاء التوصل الي صيغة مشتركة لمواجهة التطرف الذي يقود إلي الارهاب فإن علينا أن نعترف بانه لا يقتصر علي المنتمين للاسلام وحده وانما يشمل أيضا المنتمين للديانات السماوية الأخري وغير السماوية ايضا. ان ضحية هذا السلوك وهذه الممارسات هو الانسان الذي كرمه الله مهما كانت ديانته وعقيدته. علي هذا الاساس فانه علي كل الديانات والاعراق والاجناس ان تعمل علي توفير مقومات الحماية لهذا الانسان.. حياته وسبل معيشته.. في وطن آمن ومستقر.
في هذا الاطار ليس خافيا علي أحد أن الدين الاسلامي والمسلمين وأبناء العديد من الدول العربية بكل اطيافهم قد تعرضوا للظلم والانتهاك لحقوقهم خاصة في العقود الاخيرة. هذا الظلم كان البيئة التي أفرخت التطرف الذي تم استغلاله لارتكاب الكثير من المعاصي والجرائم سواء في بلاد المسلمين أو غير المسلمين. لا جدال أن قوي غير اسلامية قد ساهمت في استفحال هذه الظاهرة سواء لاهداف وأطماع سياسية أو بدافع من الجهالة وسوء التقدير وقصر النظر.. ساعدتهم في جريمتهم سوءات الحكام وديكتاتورياتهم وعدم قيامهم بمسئولياتهم علي الوجه الاكمل تجاه توفيرالحياة الكريمة لشعوبهم معيشيا وسياسيا واجتماعيا.
دور هذه العوامل في ظهور وبروز التيارات المتطرفة في المنطقة العربية يعد جانبيا ومحدودا في تأثيره اذا ما قورن بالظلم الفادح وغير المسبوق الذي تعرض له الشعب الفلسطيني العربي المسلم. هذا الظلم التاريخي الذي مازال متواصلا تمثل في طرد وتشريد هذا الشعب من وطنه وأرضه ليكون وطنا لليهود الذين جري جمعهم من الاوطان التي كانوا يعيشون فيها مواطنين منذ مئات آلاف والسنين. هذا الشعور أدي إلي الغضب الذي فتح الباب إلي التطرف ومنه إلي الارهاب.
كم أرجو من الرئيس ترامب اذا كان حقا صادقا وجادا في القضاء علي هذا الارهاب الذي أصبح يشمل كل دول العالم بلا استثناء.. ان يدرك مايمثله عدم حصول الشعب الفلسطيني علي حقوقه المشروعة.. في تصاعد واستمرار خطورة هذه الظاهرة. عليه ان يؤمن أيضا بان إعادة الامن والاستقرار الي المنطقة العربية هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق هذا الهدف.. ليس غائبا عنه وعن كل العالم ان كل الدول العربية والاسلامية تعاني من هذا الارهاب الذي ترتب علي تفاقمه.. وقف جهود التنمية من أجل تحقيق صالح الشعوب.
الرئيس ترامب مطالب بحكم رئاسته للدولة الامريكية التي بدونها ما كان هناك وجود لاسرائيل. ان تمارس كل انواع الاقناع والضغوط من أجل التوصل إلي سلام شامل وعادل وفقا للمبادرة العربية وقرارات الامم المتحدة. ان المسئولية الاخلاقية والسياسية والدولية بحكم رئاسته لدولة القطب الواحد تحتم عليه العمل بفاعلية وأمانة من أجل ايجاد هذا الحل اذا كان حقا يسعي الي عالم مُستقر يسوده السلام بلا عنف أو إرهاب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف