عصام عبد الجواد
أهالى الصعيد يقولون للتهميش: «وداعاً»
أهل الصعيد أدرى بشعابهم، ومن عاش معاناة شعب الصعيد - على مدى سنوات طويلة، غابت فيها الخدمات عن محافظات الجنوب المصرى - ليس كمن سمع. فقد صبر الصعايدة كثيرا، وتحملوا إهمال الدولة عقوداً طويلة، تجرعوا فيها الحرمان من الاهتمام الرسمى، لدرجة أن أبناء الصعيد كانوا يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
كل هذا كان بالأمس، أما اليوم فقد تغير الوضع تمامًا، لقد جدّ جديد على الصعيد، أصبح لأهله صوت مسموع لدى الدولة، وجهاز تنفيذى يعمل على تذليل عقباتهم، اليوم الجميع أصبح سواسية فى التنمية، وأصبح لا فرق بين محافظات «الصعيد» و«الوجه البحرى».
تستطيع عزيزى القارئ، بأقل مجهود، أن تشاهد - بأم عينيك - المشروعات العملاقة التى قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بافتتاحها، الأسبوع الماضى، من صوامع «المراشدة» بمحافظة قنا، لتخزين الغلال بسعة 25 صومعة حديثة، جهزت على أعلى مستوى، سعة كل منها 60 ألف طن، بإجمالى 5.1 مليون طن، وبتكلفة ما يزيد على 5 مليارات جنيه. نصيب قرية المراشدة من هذه الصوامع الحديثة بلغ 8 صوامع، التى تستهدف خفض الفاقد من الغلال والذى يصل إلى 10٪ بقيمة 4 مليارات جنيه.
كذلك تم الانتهاء من 46 شونة، لتخزين الغلال فى الصعيد، بالإضافة إلى المشروعات الأخرى، مثل محور جرجا على النيل وكوبرى طهطا على السكة الحديد وكوبرى الكباش بالأقصر، وكوبرى نجع حمادى، بالإضافة إلى تطوير محطة سكة حديد أسوان، لتكون نموذجًا حضاريًا لمحطات السكة الحديد.
ليس هذا فحسب، بل تم الانتهاء من البنية الأساسية بالفرافرة، بالإضافة إلى 21 ألف فدان، وعدد من المشروعات العملاقة الأخرى، مثل قناطر أسيوط، وقناطر ديروط، وغيرهما من المشروعات التى تنقل الصعيد نقلة متطورة، تحد من الهجرة الداخلية (من الصعيد إلى القاهرة).
لا تتوقف امتيازات هذه المشروعات على خدمة أهل الصعيد وحسب، بل سوف توفر الآلاف من فرص العمل لأبناء الجنوب، وهى بداية ثورة تنموية حقيقية للصعيد، الذى ظل يعانى من التهميش، فى العهود السابقة، على مدى عشرات السنين، بسبب عدم جدية الدولة فى توفير حياة كريمة للمواطن.
الحدث الجلل الذى نرصده اليوم، أنه لأول مرة يتم تطوير البنية التحتية لمحافظات الصعيد، بهذا الشكل العملاق، والتى تسهل عمليات التبادل التجارى، والنقل بين مدن ومراكز الصعيد، وغيرها من مناطق الجمهورية، كما أن المشروعات سوف تحدث نقلة نوعية فى مجال الاستثمار، وإحداث حراك حقيقى يدعم الاتجاه إلى جذب رؤوس الأموال للصعيد، للاستثمار على أرضه.
التطوير والتنمية فى الصعيد لن يقف عند ذلك، بل سوف يمتد إلى المثلث الذهبى، الذى يعد شريانًا جديدًا للتنمية فى صعيد مصر، عبر استغلال الموارد الطبيعية والثروة المعدنية فى منطقة «المثلث الذهبى» بين محافظة قنا ومدينة سفاجا.
إن التنمية الحقيقية فى الصعيد التى يستهدفها الرئيس عبدالفتاح السيسى لن يكون لها مردود اقتصادى واجتماعى فقط، بل سوف تقضى نهائيًا على الإرهاب، بل هى السلاح الحقيقى للقضاء على الإرهاب، بعد أن تشغل وقت الشباب بالعمل وتوفر لهم حياة كريمة بدلًا من الوقوع فى قبضة التنظيمات الإرهابية.
وقد طمأن الرئيس عبدالفتاح السيسى الشعب، بأنه سوف يستمر فى عمليات التنمية فى مناطق الصعيد، خاصة المحرومة من الخدمات، لتحويلها إلى مناطق جاذبة خلال الأعوام القادمة، بإنشاء المزيد من المشروعات التنموية فى الصعيد، وهو الأمر الذى لاقى ترحاباً كبيراً من أبناء الصعيد الذين يثقون فى قدرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يعمل من أجل مصلحة الوطن والمواطن، لنقله إلى مستقبل أفضل.
فرصة أهالى الصعيد بعد سنوات الإهمال لا تضاهيها فرصة أخرى، بعد أن أنهى الرئيس سنوات تهميشهم بالتنمية.