هل مكتوب علي العرب أن يلدغوا من الجحر أكثر من مرة؟! وإذا كان الحديث الشريف يوضح: ان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين فما بالنا اذا كنا نلدغ أكثر من مرة!!
في العصر الحديث اندلعت الثورة العربية الكبري بقيادة الشريف حسين عام ..1914 وبمباركة من بريطانيا.. وقد لعب فيها المدعو "لورانس العرب" لم دورا كبيرا خلدته هوليوود بفيلم لعب بطولته الممثل العالمي عمر الشريف.. ليفيق العرب بعد ذلك علي كابوس "سايكس بيكو".
عام 1928 تشكلت جماعة الاخوان المسلمين.. أيضا بايعاز من السفارة البريطانية بالقاهرة وتلقت الجماعة دعما قدره "500 جنيه" كان يمثل آنذاك مبلغا ماليا كبيرا.. أعطته السفارة لمدرس رمته الأقدار في وجه أمته وهذه لعمري اللدغة الثانية التي لا تزال نعاني منها حتي اليوم.
ُفي عام 1948 وبإيعاز من بريطانيا أيضا أنشأ العرب جامعتهم الأولي: جامعة الدول العربية.. كان العرب يستطيعون انشاء جامعتهم دون ايعاز من أحد.. ربما نلتمس لهم عذرا ان معظم الدول المؤسسة للجامعة كانت تحت الاحتلال إما بريطانيا وإما فرنسا.. ومن يومها في الجامعة.. خيال مآتة.. حتي ان بريطانيا استكملت "لدغاتها.. للعرب بعد 3 سنوات بتسليم فلسطين للميلشيات اليهودية ـ الهاجاناه وشتيرن وغيرهما ـ تسليم مفتاح.. ولم يشفع للعرب لدي بريطانيا انهم دوما طوع بنانها!
في منتصف الخمسينيات رأت الولايات المتحدة مواجهة ما أسمته المد الشيوعي في الشرق الأوسط بتشكيل حلف بغداد.. الا أن مصر رفضته آنذاك وظلت مقولة زعيمها جمال عبدالناصر لجون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي خالدة وهي: كيف تريدني أن أري خطرا مزعوما علي مسافة 4 آلاف كيلومتر ولا أري خطرا حقيقيا علي مسافة مائة كيلومتر.
والآن يري جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي ان العرب بحاجة لحلف ناتو عربي.. طيب اذا كان العرب في حاجة الي حلف فهل لابد من جهة أجنبية ترعاه؟ انه ان حدث فإنها قد تكون اللدغة الخامسة اذ كان العد صحيحا!!
حول موضوع الحلف الذي يدعو له جيمس ماتيس نشرت الزميلة المصري اليوم أول أمس الجمعة موضوعا حول رأي بعض الخبراء في ذلك وفيه يقول اللواء محمد الغباري مستشار أكاديمية ناصر العسكرية: أين التحالف العربي المشترك؟ لماذا لم يتم حتي الآن؟ وهذا يدفع الي تساؤل آخر وهو انه بدلا من تشكيل تحالف عربي أمريكي لماذا لا يتم تفعيل التحالف العربي المشترك الذي تم طرحه من قبل.. وفي نفس موضوع المصري اليوم يقول سيد أبو زيد وكيل وزارة الخارجية الأسبق: مصر طالبت في وقت سابق بتشكيل قوة عربية مشتركة. وبالفعل توصل العسكريون في معظم الدول العربية الي صياغة لهذه القوة لكن في اللحظات الأخيرة تم وقف التوقيع عليها رغم اننا في حاجة الي تشكيل هذه القوة لمواجهة التحديات.. ويثير أبو زيد قضية مهمة حول التحالف الذي يراد انشاؤه ليشمل دولا لديها خلافات مثل مصر وتركيا أو أخري قد ينشأ بينها خلافات في المستقبل كما يجدر بنا السؤال حول امكانيات قطر العسكرية حتي تشارك في مثل هذا التحالف".
ونحن نضيف: اذا كان هناك تحالف عسكري اسلامي قائما بالفعل.. وهو الذي يحارب في اليمن.. اذن ما الداعي لتشكيل تحالف جديد اللهم الا اذا كانت "اللدغة"!
ما يدور حولنا يزيد من المسئولية الملقاة علي مصر باعتبارها الشقيقة الكبري. تظل هي القدوة.. ولها الريادة.. علي الأقل في نظر الشعوب العربية أما الحكام فهم الي زوال.. وتحيا مصر!!