المصريون
ابراهيم فايد
مقترح برلمان مصرى بمنظور عصرى
لا شك ان برلماننا الهُمام بما فيه من مئات النواب، يقع ضمن سلسلة الهيئات والمنظمات والمؤسسات الرسمية العشوائية المكتظة بالقادة المتخبطين كمًا وكيفًا، بحيث تصح وتنطبق عليه تلك العبارة الشهيرة التى تقول بأن #العدد_فى_الليمون، ولا يوجد من كل تلك الحشود إلا قلة قليلة يمثلون دوائرهم بحق.. وهو ما جعل ذهنى يتفتَّق بمثل تلك الفكرة التى وإن كانت تميل للملهاة أكثر منها للجدِّيَة، وإن كانت غير صالحة لِأن تُطَبَّق على أرض الواقع، ولكنها فكرة كغيرها من الأفكار التى وإن لم تصلح فعلى الأقل أراها أكثر مثالية عن غيرها من الأفكار.
حيث أعتقد أنه من الأفضل أن يتكون البرلمان المصرى من نائب واحد فقط لا غير لكل محافظة، أو نائبين على الأكثر للمحافظات الكبرى، ليعبر/ا عن مشكلات وقضايا المجتمع بحق، وبحيث يكون لكل منهم تخصصه الدقيق بما يضمن تمثيل لجنة من اللجان الفرعية داخل البرلمان.
وفى اعتقادى -وإن كانت كوميدية بحتة- إلا أن تطبيقها سيعود بكثير من الايجابيات على مصر وشعبها، ومن ضمن تلك الايجابيات فى نظرى ما يلى : -
- توفير عشرات ملايين الجنيهات التى تُهْدَر دوريًا فى صورة رواتب وحوافز وبدلات يتقاضاها النواب على مدار سنوات الدورة الانتخابية.
- وثانى تلك الايجابيات قد يتمثل فى سهولة محاسبة كل نائب بحيث لا يتيه الشعب بين قطيع النواب، كما نرى يتهرب كل منهم ويلقى بالتقصير على زميله أو على اللجنة الفلانية أو على المقترح واللائحة العلانية أو أو أو....... الخ.
- وأيضًا من تلك الانجازات أن مصر ستتخلص للأبد من ظاهرة رؤساء (( الطابونة )) ممن هم على شاكلة "على عبدالعال"& "فتحى سرور وغيرهم" ممن لم يفلحوا بعد سوى فى اضاعة حقوق الشعب وتكدير شباب المعارضين، والتنكيل بهم، والإساءة للحياة النيابية فى أكبر دولة فى الشرق الأوسط، أما بتخلصنا منهم سنصبح فى حاجة فقط لجلسات مبسطة تجمع الـ 30 نائبًا -على سبيل المثال- على هيئة ورشة عمل أو جلسة تحاور كفيلة للغاية برقابة الحكومة وإدارة شئون البلاد.
وأخيرًا من ضمن الايجابيات المترتبة على هذا المقترح هو التخلص من بُعْبُعْ تحالف دعم مصر وغيره من التكتلات الخبيثة داخل البرلمان التى زرعها النظام برعاية الحكومة ليكونوا خير ممثلٍ لشريف اسماعيل وحاشيته ومَن فوقه أو دونه !!
ختامًا، وفى ردود مختصرة على ما قد يُثار حول تلك الفكرة من انتقادات، لا سيما أنه لن يكون لكل مدينة نائب ممثل لها، وكذا انتقاد فكرة قلة عدد النواب وما يتبعه من ضعف قدرتهم على مراقبة الحكومة.. فإننى لا أجد إجابةً شافية وافية أفضل من استفسارَىِّ هذين : -
>> ماذا حصلنا على مدار عشرات السنين من نواب مثَّلوا كل مدينة بل ومن المدن من مثَّلها اثنان فى عهودٍ ليست بالبعيدة ؟!
كما أنه لدينا رئيس جمهورية واحد فقط، ورئيس وزراء واحد فقط، وشيخ ازهر واحد فقط، ورئيس جهاز مركزى للمحاسبات واحد فقط، وغيره الكثير والكثير من المناصب ممن يرتقيها شخص واحد فقط يعبر من خلالها عن المجتمع ككل، ومع ذلك نجد منهم مَنْ نجح بامتياز فيما نُسِبَ إليه من تكليفات.
أما عن حيلولة قلة عدد النواب لمراقبة الحكومة، فأعتقد أنهم لن يكونوا أقل كمًا من شخص يقود دولة، أو مجلس عسكرى يقود دولة وهو ما عشناه فى الآونة الأخيرة، بل وما زلنا نعيشه إلى وقتنا هذا، وعلى الأقل هؤلاء مراقبون ومُشَرِّعون وليسوا منفذون، أى أن الجهد المطلوب منهم أقل أضعاف مضاعفة من مثيله المطلوب من مؤسسات الرئاسة وقيادة الحكومة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف