عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. مدينة.. المنخل!
والمنخل ـ كما الغربال ـ شبكة من الخيوط تتقاطع لنفصل بها الحبوب عما يرافقها من مواد غير مطلوبة.. والسبب ـ هنا ـ أن منطقة الحدود الشرقية لمصر، مع منطقة رفح.. أصبحت مثل المنخل.. من كثرة ما اكتشفناه تحتها من أنفاق يصل عمق بعضها إلى أكثر من 10 أمتار أي عمارة من أربعة طوابق وأيضًا من كثرة ما لم نكتشفه بعد من أنفاق، ظلت تحت خط الحدود.. ورغم المئات من الأنفاق التي تجاوز عددها الألفي نفق في منطقة لا يتجاوز طولها 17 كيلو متراً!! والكلام بمناسبة إعلان المتحدث العسكري أمس الأول اكتشاف نفقين جديدين..
كل ذلك - ومصرـ لم تأخذ موقفًا حازمًا مع من يحفر هذه الأنفاق. أو مع من يديرها ويربح الملايين.. ولا مع الذين تتم تحت بصرهم عمليات حفر وإدارة وتشغيل هذه الأنفاق، من الطرف الآخر من رفح، أقصد من حماس ورجال حماس.. إذ لا يجرؤ فلسطيني واحد هناك على هذا العمل دون أن يحصل على موافقة ودعم منظمة حماس.. الذين يقتسمون معهم.. العائدات.
<< ولا أعرف مصير الفاصل المائي الذي فكرنا فيه لتدمير هذه الأنفاق لأنهم الآن يحفرون أنفاقًا أعمق من عمق هذا الفاصل المائي.. ولا خوف على الأرض الزراعية من تسرب مياه البحر المالحة الى الخزان المائي الحلو الذي يروي هذه الأراضي.. بسبب تضاريس المنطقة التي تتجه شرقًا!! لا غربًا.. ولكن يهمني هنا موقفنا من حماس ورجال حماس ـ ومنهم الكثيرون يحملون للأسف الجنسية المصرية، نقلاً عن أمهاتهم.. ويجب ألا ننخدع مما أعلنته حماس من تغيير في جلدها، وقياداتها.. فما ذلك إلا نوع من «التقية» التي يجيدها أهل السنة.. ومعظم سكان جنوب غزة.. من الشيعة..
<< هنا يجب إيقاف أي اتصالات نجريها مع حماس، التي تحكم وتتحكم، في قطاع غزة ـ ورفح من هذه المناطق ـ وكفي إضاعة للوقت مهما كان الثمن.. بل يجب إغلاق أبواب مصر أمامهم. وأتعجب من استمرار فتح معبر رفح البري لعبور أبناء غزة.. ولا تقولوا لنا «ولماذا نعاقب أهل غزة » أقول لأنهم هم الذين جاءوا بحماس ورجال حماس.. ولأن منهم المنتفعين من هذه الأنفاق التي تدر عليهم الذهب والفضة.. وتدر علينا الخراب والدمار وتدخل من خلالها الأسلحة والمتفجرات. والمخدرات لتعبر إلينا تحت الأرض.. ليس ذلك فقط، بل إغلاق المعابر الأخرى التي تدخل وتخرج منها خيرات مصر، إلى هناك..
<< ثم لماذا لا نفكر في التسلل عبر هذه الأنفاق وتفجيرها وتلغيم المنطقة كلها مهما تكلفت العملية.. أما الذين يترفقون بالإخوة أبناء غزة فأنا معهم.. ولكن أيضًا مع أمن مصر.. وأن نلزم حماس بنقل أبناء رفح الفلسطينية شرقًا لمسافة 10 كيلو مترات على الأقل.. تمامًا كما قمنا نحن بنقل أبناء رفح المصرية غربًا وتحملنا الكثير وتحمل أبناء رفح المصرية الكثير.. ليس فقط بالابتعاد عن بيوتهم ومزارعهم ومراعيهم.. ولكن البعد النفسي أشد وطأة.
<< وعند المصلحة العليا للوطن المصري يجب أن تقف كل الاعتبارات وأن نوجه ضربة لمن يحفر هذه الأنفاق.. كلما اكتشفنا نفقًا. بل أرى ألا يكون تحركنا مجرد رد فعل وقتي عندما نكتشف نفقًا. بل علينا أن نأخذ نحن المبادرة.. حتي لا تتحول كل منطقة الحدود هذه إلى العديد من المناخل.. فالعمل الاستباقي هو المطلوب.. بعد أن عانينا من هذه الأنفاق منذ منتصف حكم الرئيس حسني مبارك.