زرت معظم دول العالم المتقدم والنامي، وشاهدت حضارات مختلفة ومدنا وعواصم شهد لها الجميع بالرقي والتقدم، والطرق إحدي علامات التقدم والرقي، ومقياس لرفاهية الشعوب، لكن ما شهدته اثناء سفري علي طريق القاهرة - الاسكندرية الصحراوي كان اكثر من رائع حقيقة انجاز لم نكن نحلم به ان يتحقق علي ارض الواقع، حتي العاملون علي الطريق كان تعاملهم حضاريا مع كل الاحترام والانضباط.
هذا الطريق كان مصيدة لمستخدميه العديد من الحوادث والخسائر البشرية والمادية التي ينتج عنه نزيف الدماء، واصبح طريقا آمنا مريحاً بعد توفير كل التيسيرات والضمانات التي تكفل رحلة سعيدة لمستخدم الطريق الذي ظل لسنوات طويلة يمثل صورة للفشل والفساد والروتين الذي يستطيع ان يقف سدا منيعا أمام أي محاولة للانجاز أو العمل العادي.
بكل تأكيد استطيع أن اقول ان ما تفعله القوات المسلحة لانجاز هذا المشروع القومي الذي يشارك في تنشيط حركة الاقتصاد والتجارة وإقامة المجتمعات العمرانية والمزارع علي جانبي الطريق يستحق كل التقدير والاحترام والاكثر من ذلك هو انها تقدم نماذج رائعة للنجاح في كل ما يتم اسناده لها من مسئوليات ومهام تقوم بتنفيذها علي أعلي مستوي من الكفاءة وبأقل تكلفة وفي فترة زمنية قياسية.
هل يتعلم الجهاز الاداري للدولة من اداء قواتنا المسلحة بدلا من الترهل والكسل والفساد الذي عشش في كل جنبات الجهاز واصبح يمثل حجر عثرة حقيقيا للتقدم ورفع مستوي معيشة الشعب.