السيد نعيم
تيارات مبعثرة .. إغلاق الصفحات .. ليس حلاً "جذرياً"
خبر بارز تصدر عناوين الصفحات الاولي للصحف مؤخراً أول أمس يقول ان الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تمكنت من السيطرة علي 5 حسابات بفيس بوك لنشر القائمين عليها مشاركات تحريضية لارتكاب أعمال تخريبية ضد المؤسسات والمواطنين وضبطت أجهزة الأمن 35 قضية متنوعة عبر شبكة المعلومات الدولية "الانترنت".
ضمن جهود متابعة الجرائم والصفحات التحريضية والمرتبطة بالتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي. وما حدث وما يحدث من متابعة مستمرة لمحاولات التحريض وبث الفتن هو جهد مشكور ولكنه ليس حلاً جذرياً.. فالحقيقة تؤكد أنه ما ان تغلق صفحة علي فيس بوك أو حساب علي تويتر إلا وتفتح صفحات أخري ثانية وثالثة وخامسة بل وعاشرة أيضاً تحمل نفس العنوان وتتناول نفس الأهداف الخسيسة والإجرامية.. الأمر سهل للغاية لانشاء صفحات أو حسابات الكترونية علي شبكات التواصل الاجتماعي فهو مجاناً وبدون أي مقابل وبمجرد أدخال أي معلومات كاذبة أو صادقة وصور دعارة أو منتقاة بعناية في لحظة واحدة وخلال دقائق معدودة يصبح لديك صفحة علي فيس بوك أو تويتر تكتب فيها ما تشاء تشتم فلان وتسب علان والبعض من الجماعات التحريضية يستغلون صفحاتهم في الاساءة إلي مسيرة الوطن في كل الاتجاهات بل والاساءة إلي كبار الشخصيات.. وذلك بوقاحة وبجاحة واصرار علي إبراز السلبيات والاخطاء وبث روايات كاذبة عن هذا أو ذاك وربما التدخل الفج في شئون وحياة الآخرين الخاصة.. لنشر الفتنة والكراهية والإحباط.
الأرقام تؤكد ان نحو 35 مليوناً من المصريين لديهم حسابات اليكترونية علي فيس بوك وهناك اعداد أخري كبيرة تملك حسابات لها علي تويتر ولذا فإن مراقبة وملاحقة من يسيئون للوطن ورجاله هي عملية صعبة وشاقة ومستحيلة فعلاً أمام هذا الكم الهائل من البشر الذين يتحركون ويكتبون طوال ساعات الليل والنهار في تلك الصفحات.
الله يكون في عون القائمين علي مهمة متابعة الصفحات التحريضية والمسيئة والمثيرة للفتن والمتآمرة علي مؤسسات البلاد بل وكل الناس أنفسهم.. لكن الأمر يبدو أكبر واضخم من ذلك بكثير فكما قلت سابقاً ما ان تغلق الأجهزة الأمنية صفحة حتي تولد عشرات الصفحات الأخري مما يستدعي معه معالجة تلك الأمور بشكل مختلف.
فإلي جانب إغلاق ما يمكن اغلاقه من تلك الصفحات فإن مصارحة المواطنين بكل الحقائق أمر واجب وضرورة كما ان السرعة اللازمة لشرح الموقف في كل القضايا مطلوبة بشدة وبحيث لا يكون هناك اي فرصة أو متسع من الوقت لهؤلاء العابثين بالوطن ان ينطلقوا عبر صفحاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الاكاذيب وادعاء البطولات وانتقاد المسئولين والتقليل من شأن ما تفعله الأجهزة الأمنية أو قواتنا المسلحة من انجازات حقيقية علي الأرض لمواجهة الجريمة والإرهاب ومحاولات تفتيت الوطن وايذاء المواطنين.
يجب ان تكون هناك خطة واضحة وخطوات عملية سريعة لمواجهة كل الاحتمالات وتقليل تأثير تلك الصفحات المحرضة علي المواطنين بحيث لا يجدي قولاً وفعلاً ما يقولونه من كذب وإدعاء للناس.
نقطة نظام
معركة استرداد الأراضي المنهوبة في مصر.. هي ملحمة حقيقية وقضية كبري طال انتظارنا لاتخاذ اجراءات عاجلة رادعة فيها ضد عديمي الضمير وسارقي أرض الدولة والتي يقدرها البعض من 2 إلي 3 ملايين فدان تصل قيمتها إلي عدة تريليونات من الجنيهات.. المعركة تستحق ان نقف جميعاً مع الدولة ونساعدها بقدرما نستطيع كل في مجاله لانها ستعود بالتأكيد بفائدة كبيرة لابناء الوطن وتعيد الأمور إلي نصابها ويحاسب المخطئ والمستغل والانتهازي هؤلاء الذين أثروا ثراء فاحشاً من وراء الاستيلاء أو شراء أرض الدولة بملاليم وبيعها بملايين بل ومليارات الجنيهات.
المعركة تستغرق وقتاً كبيراً لان حجم السرقة والنهب والاستيلاء علي الارض هائل ومنتشر في كافة ربوع مصر ولكن لا يجب ان نفقد الحماس أو نهدأ لحظة واحدة أو نغلق هذا الملف لسبب أو لآخر وان نستمر بنفس الجهد بل ونضاعفه أكثر وأكثر.. فالأمر يستحق كل الاهتمام والمتابعة!!