الجمهورية
ناصر عبد النبى
خسائر ماسبيرو
** الحديث عن خسائر ماسبيرو أصبح أمرا عاديا ومعتادا مع بداية عام مالي جديد وانتهاء الموازنة المالية واعداد موازنة جديدة فكل عام نتحدث عن خسائر ماسبيرو وأهم الأسباب التي تؤدي لهذه الخسارة وأساليب مواجهتها وتلافيها وضرورة الاسراع في خطوات الهيكلة عسي أن تتبدل الاحوال ويتحول الحديث من خسائر ماسبيرو الي ارباح ماسبيرو ولكن لا أحد يلتفت لما نقول :
** يتحدث البعض بأن ماسبيرو جهاز خدمي وليس شرطا أن يدر أرباحاً لأنه يقدم خدماته للدولة بكل وزاراتها وأركانها وان كان هذا المنطق به جزء من الحقيقة إلا أن الصورة الكاملة تؤكد أن الاعلام الآن أصبح صناعة ومنافسة لا يقتصر الأمر علي الخدمات أو البرامج الخدمية والتي لا أراها أيضا في برامج التليفزيون المختلفة فأين البرامج الخدمية علي شاشات القنوات المختلفة والتي تجذب حولها المشاهدين وتنقل أصواتهم ومعاناتهم وشكواهم الي المسئولين في كافة الوزارات أم أن الخدمة التي يقصدها البعض هو الترويج لاداء الوزارات المختلفة وهو ما جعل الناس تبتعد عن الشاشة لأن أصواتهم لاتظهر عليها.
** والغريب أيضا هو زيادة الخسائر عاما بعد آخر حيث بلغ حجم الخسائر هذا العام طبقا لما أعلنه الجهاز المركزي للمحاسبات الي 6.4 مليار جنيه أما خسائر الموازنة الجديدة فتقترب من الستة مليارات جنيه وبدلا من أن يقل ما تم تخصيصه لبند الأجور علي اعتبار أن هناك من خرجوا علي المعاش وأصبح عدد ماسبيرو الأن 36 ألف موظف طبقا لما أعلنه حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للاعلام إلا أن ما تم تخصيصه للأجور وصل الي 2 مليار و200 مليون جنيه بزيادة 82 مليون جنيه عن العام الماضي بالاضافة الي مليار و41 مليون جنيه تحت بند مكافآت للعاملين ولا أعرف لماذا يتم تخصيص هذا الرقم للمكافآت برغم الخسائر الفادحة للمبني ورغم انخفاض أعداد العاملين.
** الغريب أيضا أن الميزانية خلت تماما من أي مبالغ تم تخصيصها للانتاج الدرامي الذي توقف تماما في ماسبيرو منذ سنوات وهو ما أدي الي الاعتماد في موسم الدراما الرمضانية الحالي علي الشراء والتعاقد علي مسلسلات من القطاع الخاص.. وبعد أن كان لماسبيرو الطابع الخاص فيما ينتجه من أعمال درامية تلتف حولها الأسرة أعطي عقله للقطاع الخاص وانتاجه بعد أن استسلم للأمر الواقع ولم ينتفض لحل مشاكله سواء الدرامية أو البرامجية حتي أن قطاعات الانتاج المختلفة في ماسبيرو ويتقاضي العاملون بها مخصصاتهم كاملة دون انتاج بجانب الأنتاج البرامجي الضعيف والذي أثر بشكل مباشر علي العوائد الاعلامية والاقتصادية.
** وضعنا آمالا كبيرة بعد إنشاء الهيئات الاعلامية مثل الهيئة الوطنية للاعلام والمجلس الأعلي للاعلام لاعادة مبني ماسبيرو الي مساره الصحيح وحل مشاكله المالية والإدارية بخطوات جادة للاصلاح إلا أن مؤشرات الموازنة الجديدة تقول بأن الحال سيبقي علي ما هو عليه ولا أمل في تحقيق انطلاقة حقيقية لماسبيرو لأنه لاتوجد رغبة جادة لتحقيق ذلك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف