طارق مراد
معاشات الشركات.. واغتراف الجبلاية
عقب موافقة مجلس النواب علي قانون الرياضة الجديد تلقيت اتصالات عديدة من بعض نجوم ورموز مجالس إدارة أندية الشركات والحكومة ممن بلغوا سن التقاعد وابتعدوا عن مواقعهم في خدمة أنديتهم مثل المقاولون العرب وغزل المحلة والجمارك وانبي إلخ.. هذه القائمة من أندية الشركات والحكومة التي آثرت الحركة الرياضية ليس في كرة القدم ولكن في مختلف الرياضات الجماعية والفردية.. المهم أن جميعهم اتفقوا علي قضية واحدة غاية في الأهمية من أجل توصيلها إلي المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية الذي يستعد لإصدار لائحة استرشادية للأندية تتوافق مع بنود القانون الجديد ومضمون هذه القضية أن تتضمن اللائحة التنفيذية الاسترشادية ضرورة وجود اثنين من أصحاب المعاشات بعضوية مجالس إدارة أندية سواء بالتعيين أو عند طريق الانتخابات وأصحاب هذا المطلب يستندون في ذلك إلي أن الأندية العادية لا تشترط في المرشحين لعضوية مجلس الإدارة أن يكونوا أقل من "60 عاما" أي الفرصة متاحة في جميع الأندية للأعمار السنية المختلفة للترشح لعضوية مجالس إدارتها.. هذه واحدة.. أما الثانية أن أصحاب المعاشات ممن شغلوا عضوية مجالس إدارة أندية الشركات عندما كانوا بالخدمة في شركاتهم أصبح لديهم خبرات هائلة في الإدارة الرياضية.. وفي مقدورهم إضافة الكثير من الإنجازات لدرايتهم بأدق تفاصيل واحتياجات العمل بأنديتهم.. وثالثاً أن وجود اثنين من أصحاب المعاشات في عضوية مجالس إدارة أندية الشركات يعد تمثيلاً طبيعياً لأصحاب المعاشات الأعضاء بتلك الأندية.. وبالتالي فهم الأقدر علي تلبية طلباتهم وتطوير ما يقدم لهم من خدمات مع أسرهم.
ورابعاً أن عدد الأعضاء بالمعاشات بأندية الشركات يزداد سنوياً عن عدد الأعضاء الذين مازالوا في الخدمة.. حيث لا يقل عدد المتقاعدين سنوياً عن 500 موظف.. بينما لا توجد تعيينات جديدة.. حيث انها محدودة للغاية كما معلوم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه الوطن.
أنا شخصياً أري أنه مطلب عادل جداً وأضم صوتي لصوتهم وثقتي كبيرة في المهندس هشام حطب بحكم خبراته ومسئولياته في الحركة الرياضية.. سوف يدعم هذا المطلب العادل بأحقية أصحاب المعاشات بالأندية الحكومية للشركات في أن يكون لهم مقعدان بعضوية مجالس إداراتها في ظل صدور القانون الجديد للرياضة الذي يهدف في المقام الأول للارتقاء بالمنظومة الرياضية المصرية لتواكب ما تشهده الرياضة العالمية من تطور علي جميع الأصعدة الفنية والاقتصادية والإدارية والتنظيمية واللائحية.
* * *
عندما صعد نادي الرجاء لدوري الأضواء والشهرة مع كبار عائلة كرة القدم بعد تفوقه علي بلدية المحلة في ختام مسابقة دوري الممتاز "ب" عمت الأفراح أرجاء محافظة مرسي مطروح.. تفاعل مع هذا الإنجاز الكبير اللواء علاء أبوزيد محافظ مرسي مطروح.. وقرر علي الفور تكريم أبطال ونجوم فريق نادي الرجاء بمنحهم مكافأة "2" مليون جنيه وتنظيم رحلة للأراضي المقدسة لأداء العمرة وأيضا إقامة معسكر للفريق بدبي استعداداً للدوري الممتاز.
وعلي النقيض نجد أن محافظ القاهرة المهندس عاطف عبدالحميد لم يحرك ساكناً عندما صعد نادي النصر للدوري الممتاز وكأنه من محافظة أخري.. ومثله فعل اتحاد كرة القدم الذي اكتفي رئيسه المهندس هاني أبوريدة بإرسال برقية تهنئة للناديين.. وكأن شيئاً لم يحدث.. فبينما نحن نعيش عصر الاحتراف واتحاد الكرة يجني الملايين من تسويق بطولاته والبث التليفزيوني.. لم يفكر في تخصيص جوائز مالية ولا في حدود المليون جنيه للأندية الصاعدة التي توجت أبطالاً للدوري.. خاصة أن هذه الأندية تنفق الملايين علي مدار الموسم في الانتقالات لأداء مباريات الدوري وعلي عقود لاعبيها ومدربيها.. ولكن تصرف اتحاد الكرة بهذه السلبية يذكر أن مصر هي الدولة الوحيدة في الساحرة المستديرة التي تعيش عصر الاغتراف وليس نظام الاحتراف.