تمر الأيام ويقترب موعد العيد الثالث والثمانين للإذاعة المصرية والتي كان مولدها حدثاً ثقافياً وثورة إعلامية لايزال صداه يتردد حتي الآن ولاتزال تساهم في تشكيل الوجدان والفكر المصري.. منذ بدء بثها في 31 مايو من عام .1934ويهمنا هنا الإشارة إلي نقطة مهمة للغاية وهو أن عشق الإذاعة ليس ظاهرة مصرية فقط بل هو ظاهرة عالمية.. ففي الولايات المتحدة توجد أكثر من 20 ألف محطة إذاعة لاتزال 8 آلاف منها تعمل بنظام التشكيل الاتساعي "إيه إم" ويجري حالياً تحويلها بشكل تدريجي إلي نظام التشكيل الترددي "إف إم" أو إلي النظام المتطور الجديد "داب".
وفي بريطانيا يستطيع المواطن البريطاني الاستماع إلي أكثر من ألف محطة إذاعة يبث بعضها إرساله من سفن ترابط علي السواحل البريطانية.. وتملك الأسرة البريطانية في المتوسط خمسة أجهزة راديو وغالباً ما تضع معظم الجزر جهازاً في الحمام بمواصفات خاصة بحيث لا يتلفه بخار الماء.. وكان الانجليز مشهورين بحمل أجهزة الراديو الصغيرة في جيوبهم ثم تلاشت تلك العادة مع ظهور الهاتف المحمول الذي يضم راديو.
والأصل أن الإذاعة وسيلة اتصال خالدة مهما مر الزمن وتقدمت وسائل الاتصال الأخري كما قال الرائد الإذاعي الراحل "محمد محمود شعبان" بابا شارو.. فهي قادرة علي إقامة علاقة ود مع المستقبل لا تقيمها أي وسيلة أخري. وهي في النهاية ليست وسيلة سهلة كما يظن البعض باعتبارها مجرد صوت فهذا الصوت حتي يصل إليك وتستمع به يحتاج عملاً وعرقاً وجهداً لا يتوقف.
إشادة
وبمناسبة عيد الإذاعة لابد من الإشادة بمسلسل "وداع في الربيع" الذي عرضته إذاعة ماسبيرو إف إم الشهر الماضي رغم أنه مسلسل قديم تم إنتاجه منذ نحو خمسين عاماً.. في بداية هذا المسلسل لم أكن متحمساً له بسبب إغراقه في الرومانسية من خلال حكاية الممرضة هند "زيزي البدراوي" وعصفورها برلنت ومريضها شريف "عبدالعزيز مكيوي" وصديقه جلال "كمال الشناوي" وصاحب المصنع رشاد بك "عماد حمدي" ومساعده "إبراهيم الشامي".. لكني فوجئت بعد ذلك بأن مخرجه المحنك الراحل "يوسف حجازي" نجح في إضافة عدد من عناصر الإثارة التي أجبرتني علي متابعة المسلسل خاصة بعد مقتل شريف.. لقد كان يوسف حجازي من عباقرة الدراما الإذاعية بحق وكان المستمعون يلتفون حول الراديو للاستماع إلي مسلسلاته خاصة في رمضان.
شكر
* نشكر المسئولين في قناة ماسبيرو زمان علي عرض مسلسل "زينب والعرش" للكاتب الراحل فتحي غانم الذي شارك في كتابة السيناريو والحوار مع صلاح حافظ.. فهو مسلسل جيد يحترم عقلية المشاهد. جاء في وقت أغرقتنا فيه القناة بمسلسلات دون المستوي مثل: غداً تتفتح الزهور وبلاغ للنائب العام وغيرها.. وكانت فرصة طيبة للمقارنة بين أداء محمود مرسي الرائع في شخصية عبدالهادي النجار في هذا المسلسل وأداه الضعيف في شخصية الدكتور نعمان في المسلسل الضعيف أيضاً "المحروسة 85" وتألق أكثر من نجم في زينب والعرش مثل: كمال الشناوي وحسن يوسف وصلاح قابيل وسهير رمزي في دور "زينب".
وهذا يجعلنا نكرر المطالبة بعرض عدد من المسلسلات الجيدة التي لم تعرضها القناة حتي الآن مثل: الراجل والحصان لمحمود مرسي وعلي أبواب المدينة وقال البحر وغيرها.. كما نكرر المطالبة بعرض مسلسلات الأبيض والأسود القديمة التي لا ندري لماذا لم تعرض حتي الآن مثل: خيال المأتة وهارب من الأيام وعدو البشر والضحية والرحيل ومريم المجدلية وآية وقصة وغيرها.